تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأمّا الشاطبية فليس ثمّة دليل يُثبت أنّ الإبدال ليس من طرقها. فالإبدال من زيادات الشاطبيّة على التيسير ومصادر هذه الزيادات مجهولة لحدّ الآن. قال العلامة المتولّي عليه رحمة الله تعالى: " وكذلك منع الشيخ سلطان وتابعوه – أي ترقيق ذكراً- على التوسط – أي توسط البدل- منالشاطبية، ولا أدري ما علّة ذلك لأنّ الترقيق من زيادات القصيدة على التيسيروطرقها مجهولة، وليس في كلامهم ما يُعيّنها وغاية ما في النشر أنّه أوصل سندالشاطبي عن النفزي إلى صاحب التيسير من قراءته على ابن خاقان فقط وسكت عن ما وراءذلك له في طريق الأزرق، وقد أقرّ بذلك حيث قال- أي ابن الجزري- "مع أنّا لم نعدللشاطبي – رحمه الله – وأمثاله إلى صاحب التيسير وغيره سوى طريق واحدة وإلاّ فلوعددنا طرقنا وطرقهم لتجاوزت الألف، وهذا علمٌ أُهمل وباب أُغلق وهو السبب الأعظمفي ترك الكثير من القراءات والله تعالى يحفظ ما بقي ". ومن تأمّل قوله: " فلوعددنا طرقنا وطرقهم " قطع بأنّ ما زاده الشاطبي على التيسير ليس من طرق النشر، فلايُقال:" الترقيق مثلاً للنشر من الشاطبية " وهذه دقيقة لم أر من نبّه عليها، فمنزعم بعد ذلك أنّ تحرير هذه الزيادة يؤخذ من النشر لم يدر حقيقة ما يقول " (روض النضير ص 268 و269).

وقال عند تعرّضه لتحرير أوجه اللين المهموز لورش، فقالعليه رحمة الله تعالى: " وأمّا تحرير المسألة – أي أوجه اللين - من طريق الشاطبيةفكما ذكرنا، فهذا مشهورٌ وتفريعنا عليه ولكنّي لا أدري من أين ذلك؟ لأنّ طرقالشاطبية التي زادها على التيسير مجهولة وهذا أمرٌ متوقّف على معرفتها، ولم يُبرّرأحد ممن قال بذلك شيئاً منها " (روض النضير ص253 طبعة دار الصحابة).

أقول: إن كانت مصادر زيادات الشاطبية على التيسير مجهولة فعلى أيّ أساس يُحكم أنّ الإبدال في {أئمّة} ليس من طرق الشاطبية؟

وأمّا كون الإبدال لم يقرأ به صاحب غيث النفع: فلا يدلّ أنّه غير مقروء به من طريق الحرز، وقد قرأ به غيره من متقدّميه من أهل الأداء وما منعوه وكلام صاحب النشر واضح صريح لاغبار عليه.

الخلاصة:

نخلص ممل سبق أنّ وجه الإبدال في {أئمّة} مقروء به من الشاطبيّة ثابت بالرواية غير ممنوع عند المحققين الشارحين للقصيدة وغيرهم. وقد قرأ به الجهابذة المتأخرون كالعلامة ملا علي القارئ وكذا العلامة المتولّي والضباع والحسيني وغيرهم من المعاصرين وليس هناك ما يدلّ دلالة واضحة على أنّ وجه الإبدال خارج من طرق الشاطبية لا سيما إن كانت مصادر زياداتها على التيسير غير محصورة ومعلومة. والعلم عند الله تعالى.

أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين

ـ[أبو تراب الجزائري]ــــــــ[24 Nov 2010, 01:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى آله و أصحابه، صلاةً دائمة إلى يوم الدين. أما بعد:

أحببت من خلال هذه المشاركة، الوقوف على بعض الجزئيات التي تعرَّض لها الأستاذ محمد يحي شريف، في هذا البحث القيِّم المحكم، فقد أجاد وأفاد وما ترك من شيء يزاد، جعله الله في ميزان حسناته.

* أولاً: الإبدال في لفظ (أئمة) ليس من طريق الإمام الداني: فقد اقتصر الإمام الداني على وجه التسهيل فقط لأهل (سما)، ونصَّ عليه في كتابه التيسير وغيره، انظر: (التيسير، المفردات السبع، جامع البيان، التعريف في اختلاف الرواة عن نافع)، وما سردته من النقول عن الحافظ في هذه المسألة واضح وجلي.

* ثانياً: ما ذكره الإمام الشاطبي في (الحرز) من الإبدال في لفظ (أئمة) ليس على سبيل الرواية و القراءة:

قال الإمام الشاطبي: (وسَهِّلْ سما وصفاً، وفي النحو أُبْدِلاَ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير