تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

* فأمر رحمه الله بتسهيل الهمزة الثانية للمشار إليهم (سما)، وهو مذهب القراء، فتعين للباقين التحقيق، ثم قال (وفي النحو أبدلا) وهو إخبار بمذهب بعض النحويين في هذه الهمزة فإنهم يبدلونها ياءً. فالإبدال في (أئمة) إشارة وحكاية لمذهب النحاة. هذا الذي يُفْهَمُ من أقوال شرَّاح الشاطبية، انظر (فتح الوصيد / السخاوي، إبراز المعاني / أبو شامة، سراج القاري / ابن القاصح، اللآلئ الفريدة / الفاسي، تقريب الشاطبية / إيهاب فكري،. . . .).

?

* ونعضد هذا الفهم ونقويه، بما ذكره الإمام ابن الجزري في (النشر) حيث قال:

الفقرة الأولى: (وسهل الثانية فيها الباقون، وهم: نافع، وأبو عمرو، وابن كثير، وأبو جعفر، و رويس،. . . . . . . . . وعلى هذا الوجه نصًّ. . . . . . . . وأبو القاسم الشاطبي وغيرهم. . .) اهـ. الفقرة الثانية: (وذهب آخرون منهم إلى أنها تجعل ياء خالصة. . . . . . . . . . وأشار إليه. . . والشاطبي وغيرهم، أنه مذهب النحاة) اهـ (النشر / ج 1، ص: 378، 379).

فتأمل رحمك الله في عبارة (نصَّ) التي استعملها في الفقرة الأولى، وعبارة (أشار) في الفقرة الثانية، يظهر لك التباين في الحكم، والله تعالى أعلم.

*ثالثاً: التسهيل (بين بين) في لفظ (أئمة) هو مذهب المغاربة قاطبة السالكين لطريق الداني في الرواية والأداء:

*أكتفي في هذه الجزئية بالنقل من مصدر واحد، لقيمته و أهميته في المدارس المغربية، وهي منظومة

" الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع " للإمام أبو الحسن علي بن محمد الرباطي المعروف

بـ " ابن بري " قال في مقدمة نظمه: سَلَكْتُ فِي ذَاكَ طَرِيقَ الدَّانِي إِذْ كَانَ ذَا حِفْظٍ وَذَا إِتْقَانِ

و قال في باب (الهمزتين في كلمة): فَنَافِعٌ سَهَّلَ أُخْرَى الْهَمْزَتَيْنْ * * * بِكِلْمَةٍ فَهْيَ بِذَاكَ بَيْنَ بَيْنْ

لَكِنَّ فيِ الْمَفْتُوحَتْينِ أُبْدِلَتْ * * * عَنْ أَهْلِ مِصْرَ أَلِفًا وَمُكِّنَتْ

وَمَدَّ قَالَونُ لِمَا تَسَهَّلَا * * * * بِالْخُلْفِ فيِ (أأشَهِدُوا) ليَفْصِلَا

وَحَيْثُ تَلْتَقِي ثَلاَثٌ تَرَكَهْ * * * وَفِيِ (أَئِمَّةٍ) لِنَقْلِ الْحَرَكَهْ

فأخبر رحمه الله أنَّ نافعاً سهل أخرى الهمزتين في كلمة، وهي الثانية سواء كانت مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة، فاقتصر الناظم على التسهيل فقط في النوع الأخير (المكسورة)، ولو كان وجه ثانٍ في لفظ (أئمة) من طريق الداني للقارئ، لاستدرك وأشار إليه.

* انظر: (شرح الدرر / الخراز، شرح البرية / المجاصي، الفجر الساطع / ابن القاضي، مختار الجامع شرح الدرر اللوامع / الثعالبي، إيضاح الأسرار والبدائع / ابن مجراد، النجوم الطوالع / المارغني).

*ويقول ابن القاضي في (الفجر الساطع): (و بالتسهيل الأخذ عندنا ـ بفاس ـ وهو المأثور عن أهل الأداء) اهـ.

*و الأخذ بوجه التسهيل فقط في لفظ (أئمة) جرى العمل به، في المقارئ النافعية بالمغرب كله، قال في نظم المصدرة:

وفي (أئمة) سهلنّْ لاتَزِدِ * * * إبدالها ياء من الحرز ارْدُدِ

فهذا البيت من النصوص التي تكتب بطُرَّة اللوح لتحفظ وتضبط بها قراءة النص القرآني على مشهور الرواية، وما عليه العمل بالمقارئ المغربية.

* وفي الأخير أعتذر لذوي الألباب لما عسى أن يوجد فيما ذكرته من القصور، أو طغى به القلم في سواد السطور، ومن الله أسأل جميل الصيانة وحسن الإعانة، والله الموفق

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[24 Nov 2010, 11:48 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم.

أريد فقط أن أتعرّض لبعض النقاط المهمّة فأقول وبالله التوفيق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير