(ح): من عوَّض عن الهمزة الثانية بألفٍ = لا تفاضل بينهم في المد، بل كلهم قرؤوا هذا الحرف وأشباهه بالإشباع، وهذا إجماعٌ مشهورٌ، والتشبيه بباب آدم وآزر ليس بصوابٍ؛= لأن باب آدم وآزر وأشباههما من أسماءٍ وأفعالٍ = قياسٌ مطردٌ في إبدال ثاني الهمزتين إذا كانت ساكنةً؛ فأصل آدم مثلاً أَأْدم، أما في نحو أَأَنذرتهم فكلا الهمزتين متحركتان.
وقد فات ابن خالويه ذكر قراءة سبعية في هذا الحرف ونظائره؛: وهي تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
ـ[محمود أحمد محمود]ــــــــ[30 Nov 2010, 11:01 م]ـ
(ق): ذكر في الحاشية إنكار الزمخشري لقراءة أانذرتهم، وأن ذلك جمعٌ للساكنين على غير حده، وجواب أبي حيان عليه بإجازة الكوفيين لذلك.
(ح): والأمر أقرب مما ذهب إليه هذا وهذا، فإن أحدًا لم يشقَّ عصا الإجماع على جواز الجمع بين الساكنين في موطنين: في الوقف، وأن يكون أولهما حرف مدٍّ، كيف ولم يبعد العهد بسورة الفاتحة وفيها لفظ الضالِّين؟!، وإنما نازع من نازع في حروفٍ أُخَر من إدغامات أبي العلاء وتاءات البزيِّ ونحو ذلك مما هو جمعٌ بين الساكنين المحضين في الدرج، على أن الرواية سوَّغت كل ذلك = حتى صارت آراء المخالفين أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. لكن لعلَّ إنكار الزمخشريِّ لروايةٍ جاءت بتعويض الألف عن الهمزة دون إشباع المدِّ، فإن كان الأمر كذلك فهو على حقٍّ؛: إذْ لا تعلم هذه الرواية متواترةً.
هذا تعليق مقحم، نبَّه إليه ما ذكره ابن خالويه من نصب (غشاوةً)، عن آيةٍ في سورة النحل وهي قوله تعالى: (( ... ويوم إقامتكم ومن أصوافها ... )).
في المصاحف علامة لا على كلمة ((إقامتكم)) = نظرًا إلى أن الواو عاطفة.
أقول: لا مانع من وجه آخر: أن تكون الواو للابتداء، ونقَدِّرُ فعلاً مضمرًا مُفَسَّرًا بما قبله؛ فيكون معنى الآية: ((وجعل من أصوافها ... )).
على أن هذا الوجه من الإعراب يلمس نكتةً بلاغيةً في الآية؛ وهي: امتنان الله على عباده بنعمه بتكرار كلمة ((جعل)) ثلاث مرات، فلا بأس بوضع علامة ج أو قلى على كلمتي ((سكنًا)) و ((إقامتكم)) = رعايةً لهذه اللطيفة.
على أن النكتة البلاغية في الأفعال المضمرة المفسرة بما قبلها = أن لا تكون هذه الأفعال هي عين ما قبلها؛ بل مقاربة لها أو مقارنة لها في شيءٍ جامعٍ، كقول ابن الزبعرى: (متقلِّدًا سيفًا ورمحًا)؛ أي: وحاملاً رمحًا، فالحمل غير التقلُّد، لكنه مقاربٌ له ومقارنٌ له في كونه من تشكِّي المحارب بالسلاح، فالبراعة فيه: أنه إيهامٌ للوهلة الأولى ينجلي بتأمُّلٍ دانٍ!.
(ق): نقل في الحاشية عند قول ابن خالويه إن للعرب في إمالة ما كانت الراء مكسورةً آخره رغبة ليست في غيرها من الحروف للتكرير الذي فيها = عن الاستراباذي: أن التكرير في الراء أن فتحتها كفتحتين وضمتها كضمتين وكسرتها ككسرتين.
(ح): التكرير في الراء: صفة تقبل الراء أن تتصف بها، لا أن الراء مكررة في نطقها الأصيل، فلا حقيقة لما ذكره الاستراباذي، فلعل مقصود ابن خالويه هو: أن الإمالة قبل الراء المكسورة إضعافٌ لشِرَّة التكرير كي لا يضطرب اللسان بها إذا هبط من الاستعلاء إلى الاستفال والله أعلم.
(ص): الحجة لمن أدغم في اللام والراء والياء والواو بغير غنة أن اللام والراء حرفان شديدان والغنة من الأنف فبعدت منهما والياء والواو رخوتان فجرتا مع النون والتنوين في غنة الخياشيم.
(ح): لا يسلم هذا التوجيه؛ لأن في قراءة سبعية أغفلها ابن خالويه الغنة في اللام والراء، ثم إن اللام والراء لا يرقيان إلا الشدة؛ بل هما من حروف (لن عمر) وهي الحروف البينية المتوسطة بين الشدة والرخاوة، فالصواب في التوجيه: أن حقيقة الإدغام هي قلب الحرف من جنس ما بعده، وتسكينه إن لم يكن ساكنًا، ثم النطق بهما حرفًا واحدًا مشدَّدًا، وتارةً يكون هذا القلب محضًا، وتارةً يُخَلِّف الحرف المنقلب ذكرى، وذكرى النون إذا انقلبت للإدغام: الغنة، والروايات جاءت بمصاحبة الغنة على ثلاثة أنحاء، إحداها / في جميع حروف (يرملون) الستة، وثانيها / في أربعة (ينمو) فقط، وثالثها / في النون والميم فقط، فمن اختار الغنة في اللام والراء أجرى الكل على قياس واحدٍ، ومن استثناها نظرَ إلى
¥