ولا شك أن الولد هبة لكن الله لا يعطي العبد إلا الأصلح له فالأصلح للعقيم ألا يولد له وفي كل خير.
وقال ـ تعالى ـ: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة) وقال ـ تعالى ـ: (لله ملك السموات والأرض ........ ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير).
والمعنى: (فانه يتصرف كيفما يشاء , ومنعه وعطاؤه ناتجان عن علم وقدرة وقوله: {إنه عليم قدير} يؤكد أنه يجب أن يُسلم العبد لربه إذ الله يعطى لحكمة ويمنع لحكمة، ومن السفه الاعتراض على حكم الله فهو يهب ويمنع لحكم عالية لا تدركها عقول العباد. انظر: أيسر التفاسير للجزائري
وأما حالة الإدغام: فعند أربعة عشرة حرفا وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الإظهار السابقة. وقد رمز إليها صاحب التحفة في أوائل هذا البيت:
*طبْ ثُم صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ ... دَعْ سُوءَ ظَنِّ زُرْ شَرِيفاً لِلْكَرَم*
وهي: الطاء والثاء والمثلثة والصاد والراء والتاء المثناة فوق والضاد والذال والنون والدال والسين والظاء والزاي والشين واللام.
ومعنى البيت: لتطب نفسا ولتكن ذا صلة للرحم تظفر بمقصودك وضف صاحب فضل واترك سوء الظن وزر الصالحين الشرفاء لتفد منهم.
فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الأربعة عشر بعد لام "أل" وجب إدغامها ويسمى إدغامًا شمسيًّا وتسمى اللام باللام الشمسية.
الشرح
إليك بعض الأمثلة وقس عليها:
التواب: أتى بعد لام التعريف حرف التاء وهو من الحروف الأربع عشر وموجود في أول كلمة (تَفُز) إذن اللام شمسية وأيضا من الممكن أن نقول: حرف التاء ليس موجودا في حروف (ابغ حجك وخف عقيمه) إذن اللام شمسية. وقس على هذا بقية النظائر.
وقد أشار صاحب التحفة إلى حالة الإدغام وتسمية اللام فيها بالشمسية وتسميتها في حالة الإظهار الأولى بالقمرية بقوله فيها:
ثانيهما إدغامها في أَرْبعِ * وعَشْرَة أيضاً ورمزها فَعِ
طِبْ ثُمَّ صِلْ رَحْماً تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ * دَعْ سُوءَ ظَنِّ زُرْ شَريفاً لِلْكَرم
واللامَ الأولى سَمِّهَا قَمَريَّهْ * واللامَ الأُخْرى سَمِّها شَمْسِيَّهْ
علامة الإدغام في رسم المصحف
وعلامة ذلك خلو اللام من السكون ـ ويفهم من هذا أن علامة السكون ستوضع في الإظهار ـ ووضع شدة على الحرف الذي بعدها.
وجه تسميتها بالشمسية
يدور توجيههم حول ثلاث وجهات:
الأولى: أنهم وجدوا اللام مدغمة في كلمة (الشمس) فأطلقوا على ما شابهها من اللامات هذه التسمية.
وإليك أقوال أصحاب هذ الرأي:
قال الملا على: (التسمية من باب تسمية الكل باسم الجزء) انظر: كلام الملا على وشرحه للحصري في تسمية اللام بالقمرية في هذا البخث وهو ما أخذه عبد الفتاح المرصفي فقال: (سمي إدغاماً شمسيا لإدغام لام التعريف في هذه الحروف لعدم ظهورها عند النطق بها في لفظ {الشَّمْسُ} ثم غلبت هذه التسمية على كل اسم يماثله في إدغامها فيه. أ.هـ هداية القارئ
الثانية: أنهم شبهوا اللام بالنجم والحروف بالشمس وكل منهما يختفي مع الآخر وإليك أقوال أصحاب هذا الرأي:
ويقول المسعدي: (أربعة عشر حرفا وهي الحروف المسماة بالحروف الشمسية كأنهم شبهوا الللام بالنجم والحروف المدغم فيها بالشمس سبب لخفاء اللام بإدغامها فيهن كما أن الشمس سبب لخفاء نور النجم. أ. هـ الفوائد المسعدية لحل الجزرية وتبعه ابن يالوشة
وقال محمد مكي نصر: (سبب تسميته بالإدغام الشمسي تشبيها لهذه الحروف الأربعة عشر بالشمس واللام بالكوكب بجامع خفاء كل عند الآخر وعدم ظهوره معه. أ. هـ نهاية القول المفيد. , وانظر: غاية المريد
الثالثة: اللام هي الشمس والحروف هي النجوم , وإليك أقوال أصحاب هذا الرأي:
قال الجمزوري: واللام الاولى سمها قمرية ... واللام الاخرى سمها شمسية
قال محمد الميهي: (وسميت اللام بالشمسية تشبيها لها بلام الشمس بجامع الإدغام في كل. وجعل بعضهم كالشيخ زكريا الأنصاري هذه التسمية للحروف التي تقع بعد أل. أ.هـ فتح الملك المتعال شرح تحفة الأطفال
قلت: ليس زكريا الأنصاري فقط بل المسعدي والمرعشي.
سبب الإدغام
يقول عبد الوهاب القرطبي: (هذه اللام اجتمع لها السكون اللازم والكثرة والمخالطة (مخالطة أكثر الحروف) فخففت بالإدغام إذ كان ذلك راحة مع أن المعنى لا يختل به. أ. هـ الموضح في التجويد
¥