وقال غيره: وسبب إدغام اللام في هذه الحروف هو التماثل مع اللام والتقارب مع باقي الحروف أ. هـ غاية المريد
وأقول: ما ذكره صاحب غاية المريد (والتقارب مع الباقي) فعلى رأى الجمهور وإلا فاللام مع النون والراء تجانس على ما ذهب إليه قطرب وابن كيسان والجرمي والفراء إذ يرون أن الثلاثة من مخرج واحد.
فوائد
1 ـ من لامات التعريف الشمسية اللام من لفظ الجلالة "الله" وهي في هذا الاسم من النوع الذي لا يمكن فيه تجريدها عما بعدها كالكلام في نحو {الَّذِي}. ثم إن للفظ الجلالة تصريفاً خاصًّا حاصله أن الأصل فيه "إله" دخلت عليه أل فصار: الإله، ثم حذفت الهمزة الثانية للتخفيف فصار "ال- له" ثم أدغمت لام "أل" في اللام الثانية للتماثل فصار: الله، ثم فخِّمت اللام للتعظيم بعد الفتح والضم دون الكسر لمناسبته للترقيق فصار: "الله".
وقد أشار بعضهم إلى هذا التصريف بقوله:
والاسْمُ ذو التقديس وهو الله * على الأَصح أَصْلُهُ إلهُ
أُسقِطَ منه الهمز ثمَّ أُبْدِلا * بال لِتَعْريفٍ لذاكَ جُعِلاَ
وفي الاسم الكريم كلام كثير من جهة التصريف. ومن أراد الوقوف عليه فليراجع كتب الصرف والله الموفق. أ. هـ هداية القارئ وغاية المريد
قلت: وزن كلمة الله: العال لأن فاء الكلمة (الهمزة محذوفة) , وال في لفظ الجلالة ليست للتعريف عند الأكثر ولذلك قال بعض الكوفيين بأن (ال) في لفظ الجلالة للتعظيم والتفخيم لا التعريف وقال الخليل بأن (ال) فيها بدل من الهمزة المحذوفة. والله أعلم
2 ـ يرى الخليل ابن أحمد أن أداة التعريف هي (ال) كلها , ويرى سيبويه أن أداة التعريف اللام فقط , بينما يرى المبرد أن الهمزة فقط هي أداة التعريف. وإذا أردت زيادة بيان وتفصيلا فانظر بحثي: القول الفصل في حكم همزتي القطع الوصل , وانظر: شرح الأشموني على الألفية
3 ـ معنى (ال) الزائدة اللازمة: أى التي تقترن بكلمة معرفة ولا تفارقه بعد اقترانها به دون أن تزيده تعريفا وذلك كالتي في الأسماء الموصولة (الذي , التي) وفروعهما في الموصولات على القول بأن تعريفها بالصلة وكالواقعة في نحو (آلآن) وإنما حكم على (ال) في هذه الألفاظ بالزيادة لأن تعريفها بغير (ال) فالموصولات معرفة. وآلآن تعريفها بحضور مسماها كتعريف اسم الإشارة ويرى بعض أساتذتي في كلية دار العلوم أن ال في نحو: (الذين) زائدة لتحسين اللفظ والله أعلم.
4 ـ لام (الاسم) في قوله: (بئس الاسم الفسوق) لام قمرية لأنها دخلت على كلمة: (اسم) فتكون (ال) داخلة على همزة فتعامل على الأصل فنقول إذن: إنها لام قمرية وإن كان حكم اللام هنا الكسر تخلصا من التقاء الساكنين.
قال الطيبي عن لام ال:
وَلَمْتَقَعْذِياللَّامُمِنْقَبْلِالْأَلِفْ ... وَقَبْلَهَمْزِالْوَصْلِكَسْرُهَاعُرِفْ
وإذا أردت مزيدا عن لام كلمة (الاسم) وكيفية البدء فانظر بحثي: القول الفصل في حكم همزتي القطع والوصل
5 ـ قال الداني في الأرجوزة المنبهة:
وأدغم الجميع لام العرف .............. في التاء والثاء بغيرخلف
والدال والذال وحرف الصاد .............. والسين والزاي وحرفالضاد
والشين والطاء معا والظاء .............. والنون أيضا بعد حرفالراء
وزعم النحاةُ أن اللاما .............. لعرفها استحقت الإدغاما
وأنهابغيرها متصلة .............. ففضلت بذلك المنفصلة
وقيل إن اللام للتعريف .............. ولام هل وبل من الحروف
ساكنة في الأصل والنظام .............. فصلحت بذاك للإدغام
الثاني: حكم لام الفعل
وهي اللام الساكنة الواقعة في فعل سواء كان ماضيًا أم مضارعًا أم أمرًا، وفي كل إما متوسطة أو متطرفة، فالماضي مثل: {الْتَقَى}، والمضارع مثل: {يَلْتَقِطْهُ}، والأمر مثل: {وَأَلْقِ}. أ.هـ هداية القارئ ,غاية المريد
سبب التسمية
وسميت بلام الفعل لوجودها فيه وهي من أصوله.
حكمها
والحكم في لام الفعل: الإظهار وجوباً عند الجميع إلا إذا وقع بعدها لام أو راء فتدغم اتفاقا نحو {قُل لَّكُم} , {قُل رَّبِّي}.
وجه الإدغام
ووجه الإدغام هنا التماثل بالنسبة للام , وبالنسبة لحرف الراء فالتقارب على مذهب الجمهور, والتجانس على مذهب الفراء وموافقيه. أ. هـ هداية القارئ
وقد أشار صاحب التحفة إلى حكم الإظهار في لام الفعل بقوله فيها:
¥