تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالسنة أن يسمى الله جل وعلا وإن كان الحديث فيه ضعف ولكن بمجموع الروايات يؤخذ منه أن لهذا الحديث أصلا ولهذا قال مجموعة من الحفاظ بمجموعها يكون الحديث حسنا. كالقاعدة في مثل هذا؛ فالمقصود أنه يستحب التسمية في أول الوضوء مع النية

ثم يغسل كفيه ثلاث مرات لدلالة حديث عثمان وما جاء في معناه ثم يبدأ في الوضوء يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات وإن تمضمض مرة واحدة بغرفة واحدة كفى وإن فصلها في عدة غرفات جاز ذلك

ولكن أفضلها أن تكون ثلاثا بثلاث غرفات ـ وإن جعل الثلاثة بغرفة واحدة أجزأ.

ثم يغسل وجهه ثلاثا ويجزئ واحدة كما هو معروف لأن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وتوضأ مرتين مرتين و توضأ ثلاثا ثلاثا كل هذا ثابت عنه عليه الصلاة والسلام.

فدل ذلك على أنه يجزئ واحدة. والأفضل اثنتان والكمال ثلاثا ثلاثا

ثم غسل يده اليمنى ثلاثا إلى المرفق، والمرفق داخل في الغسل فإلى بمعنى ((مع)) في الآية الكريمة والأحاديث.

لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه كان إذا توضأ وغسل يديه أشرع في العضد.

وإذا غسل رجليه أشرع في الساق

فدل ذلك على أن الكعب في الرجل والمرفق في اليد داخل في الوضوء. فإلى بمعنى ((مع))

ثم مسح رأسه)) وجاء في أحاديث أخرى وستأتي0

ثم غسل رجليه ثلاثا إذا كان لابسا النعلين.

ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا))

وفي رواية أخرى في الصحيحين ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه))

فهذا يدل على فضل الوضوء وأن من فعله وصلى بعده ركعتين غفرالله له. فالوضوء من أسباب المغفرة نفسه وإذا صلى بعده ركعتين فهذا سبب ثاني. فالمتوضئ إذا توضأ كما أمر الله ثم صلى ركعتين فقد أتى بسببين للمغفرة أو لهما الوضوء فهو من أسباب المغفرة فإن الوضوء يحت الذنوب، والصلاة بعده إذا أخلصها لله وأحضر فيها قلبه من أسباب المغفرة أيضا.

ففي الحديث فوائد جمّة:

أولها: معرفة صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الوضوء الكامل.

وله وضوءان آخران أو ثلاثة.

توضأ مرة مرة، وتوضأ مرتين مرتين، وتوضأ مختلفا بعض الأعضاء مرتين وبعضها أكثر ثلاثا.

فالصفات: واحدة واحدة، اثنتين اثنتين، التفرقة بين الأعضاء بعضها كذا وبعضها كذا .. كلها جائزة وأكملها وأفضلها ثلاثا ثلاثا ماعدا مسح الرأس فواحدة.

# وفيه من الفوائد فضل الصحابة ومنهم عثمان رضي الله عنه فقد نقلوا للناس أحواله صلى الله عليه وسلم ووضوءه وأخلاقه وسيرته. فجزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم

وفيه فضل عثمان رضي الله عنه فمع كونه خليفة المسلمين مشغول بالمهام العظيمة ومع هذا كان يتوضأ للناس ويعلمهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأخذوه عنه واضحا بينا.

وفيه من الفوائد: ترتيب الوضوء هكذا يكون مرتبا،

أو لا: غسل الكفين ثم المضمضة والاستنشاق ثم غسل الوجه ثم اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين.

والترتيب واجب في أصح قولي العلماء فلابد من الترتيب لقوله صلى الله عليه وسلم ((ابدأوا بما بدأ الله به)) فنفعل كما فعل النبي.

وفيه أنه لابد من الموالاة إذا توضأ توضأ جميعا لا يتوضأ ثم يترك ثم يتوضأ البقية بل يتوضأ جميعا يوالي بين أعضائه فالموالاة شرط لابد منه لا بد أن يكون الوضوء متواليا

# وفيه من الفوائد شرعية تعليم الناس وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي لأهل العلم أن يعلموا الناس الوضوء بالفعل لأن بعض الناس قد لا يفهم بالقول لكن إذا توضأت عندهم أمام المسجد أو في الصحراء إذا كنت في السفر حتى يروك كان هذا من باب التعليم الفعلي العملي كما فعله عثمان وفعل علي وغيرهم رضي الله عنهم ..

# وفيه من الفوائد بالنظر إلى الروايات الأخرى لهذا الحديث أن الوضوء يكفر الذنوب وأن الصلاة بعده إذا جمع قلبه فيها ولم يحدث فيها نفسه أن هذا من أسباب المغفرة أيضا.

...

الحديث الثامن والثلاثون: وعن علي رضي الله عنه ـ في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال ومسح برأسه واحدة. أخرجه أبو داوود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح. بل قال الترمذي إنه أصح شيء في الباب.

...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير