[أمة مكلومة جراحها تنزف ومع ذلك تغني وترقص]
ـ[إمداد]ــــــــ[28 May 2005, 03:05 م]ـ
خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية
لفضيلة الشيخ: صلاح البدير
بتاريخ: 8 - 4 - 1422هـ
والتي تحدث فيها فضيلته عن: حكم الغناء
الحمد لله، الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للهدى، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهً أحدًا، فردًا صمدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما أكرمه عبدًا وسيدًا، وأعظمه أصلاً ومحفِدًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه غُيوثِ الندى ولُيوثِ العِدى، صلاةً وسلامًا دائمين إلى أن يبعث الناس غدًا:
عباد الله، اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب،) ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً % يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـ?لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ([الأحزاب: 70، 71].
أيها المسلمون:
يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وبرد اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنًا منيعًا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرًا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيًا.
أيها المسلمون:
وإن مما يُحزن المسلمَ الغيورَ على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، وينشدون البهجة فيما عداه، يضعون السموم على الأدواء مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في عاجلات الشهوات والأهواء.
ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وهِجِّيرَاهم، متعللين بعلل واهية، وشبه داحضة، وأقوال زائفة، تبيح الغناء ليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فُتنوا باتباع الشهوات، واستماع المغنِّيات، وقد أخبرنا بذلك الصادق المصدوق فقال: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف)) رواه البخاري معلقًا مجزومًا به داخلا في شرطه، ورواه أحمد وأبو داود موصولاً من طرق متعددة.
أيها المسلمون:
إن من أبطل الباطل، وأبين المُحال أن يقول أحد من أهل العلم والإيمان بإباحة الغناء المعروف اليوم، المشتمل على كل مفسدة، الموقع في كل مهلكة، غناءٌ يضجُّ بوصف العيون، ومحاسن المعشوق، وألوان العتاب، ولواعج الاشتياق، وآثار القلق والفراق، صوت شيطاني، يتغلغل في القلوب، يثير كامنها، ويحرك ساكنها، إلى شهوات الغي والردى، زَهْزَهَةٌ وفرقعة، تهييج وتشبيب، ضحك وصخب، رقص وتكسر وتثني، عفن يُزكِم الأُنوف، وفجور يملأ الآذان ويصك الأسماع.
أيها المسلمون:
كيف يدسُّ العاقل نفسه الشريفة في خلاعة ماجنة، تأنف منها النفوس المؤمنة، وتنفر منها الطباع السليمة، فعن جابر t قال: قال رسول الله: ((إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمةٍ، لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوتٍ عند مصيبةٍ، لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان)) رواه الحاكم، وعن أنس t ، قال رسول الله: ((صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة)) أخرجه البزار.
أيها المسلمون:
جاءت الآيات القرآنية بتحريم الغناء وتقبيحه، يقول الله جل جلاله: وَمِنَ ?لنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ?لْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [لقمان: 6]، يقول النبي: ((لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، ولا تجارة فيهن، وثمنهن حرام، إنما نزلت هذه الآية في ذلك)) أخرجه الطبراني في المعجم.
ويقول عبد الله بن مسعود t " إنه الغناء، إنه الغناء، والذي لا إله إلا هو".
أيها المسلمون:
¥