[الضيق والسعة]
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Mar 2005, 05:52 م]ـ
من المفاهيم التي أساء الناس فهمها هي مفهومي الضيق والسعة .. والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان ولنأخذ من كتاب الله تعالى نصين لتبيان هذا القول {يقول تعالى {وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم} تخيل أخي المسلم .. الأرض بما رحبت قد ضاقت عليهم لماذا لأنهم خالفوا أمر الله تعالى إذن حقيقة الضيق حقيقة نفسية شعورية تخاطب في الإنسان يقضة الضمير، لا علاقتها لها بالأمتار والأشبار .. بينما يقول تعالى في نص آخر {فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا} تخيل كهف على وحشته وضيقه قد صار عالما فيه الرحمة .. إذا انشرح القلب بالإيمان صار الكهف عالما تنشر فيه الرحمة وتكون فيه الرفقة الطيبة ومن الملاحظ أن كلمة ينشر تدل على الإنتشار والتوسع .. وإن ضاق الإيمان في القلب ضاقت الأرض بما رحبت بسهلها ونهرها ومرعاها ونسيمها .. وهذا هو مفهوم الضيق والسعة الذي أرادنا القرآن أن نتعامل على أساسه فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان ورحم الله القائل:
فوربك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
ـ[سلسبيل]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:02 م]ـ
" والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان "
.... " فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان "
.......... صدقت أخي الكريم ....
قال تعالى في سورة الأنعام:
فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (125)
إذن الضيق أو السعة إنما ينبع من داخل الإنسان فينعكس على الخارج والحمد لله فهذه نعمة كبيرة لا يعرف قيمتها إلا من ذاقها لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى " أنا جنتي وبستاني في صدري "
ووصف سجنة بالقلعة بقوله تعالى " فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ "
والحمد لله الذي جعل الأمر كذلك فكم من ظالم قد طغى في الأرض وتجبر وضيق على أولياء الرحمن حياتهم ومعاشهم ولولا أن الله يثبت المؤمنين بالأمان والإطمئنان الذي يلقيه في قلوبهم لركنوا إليهم إلا قليلا
وعلى الجانب الآخر نجد أن من ضاق الإيمان في قلبه يظل كذلك وإن سافر شرقا أو غربا وطاف أرجاء الدنيا بحثا عن السعة.