[توفيق رب البرية ......... في شرح الأربعين النووية]
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[30 Jul 2005, 10:49 ص]ـ
شرح الأربعين النووية
لا ينكر احد أهمية الأحاديث الأ {بعين النووية للإمام النووي
وقمت أحبتي بشرح ميسر لها لعل الله ينفعنا وإياكم بها
الحديث الأول المتن "عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
مما لا شك فيه اننا بين يدي حديث عظيم استهل به أغلب العلماء كتبهم نظرا لما فيه من توجيه وتصحيح لنية فعلى من أراد الله أن يصلح نيته لله ومن أراد طلب العلم فعليه أن يصحح نيته لله
قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرء ما نوى"
اي ان العبرة في العمل بالنية ولنا وقفة حيث يظن البعض ان النية تغني عن العمل
ولكن الحديث واضح الدلالة وكما يقال النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد والنية الفاسدة تفسد العمل الصالح
فمن وجب التنويه ان النية هي سر الأعمال
وربما تعدى معنى النية هنا ليشمل معنى الإخلاص فالإخلاص لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده
واخلاص العمل والنية لله هو سر القبول
اذا فالامر سهل ممتنع
علينا اذا عملنا ان نقف ونفكر قليلا
لماذا نقوم بهذا العمل فان كان الله أمضيناه والا فلا
وكما يقال:ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم
قوله صلى الله عليه وسلم "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها وامرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"وينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى امر اخر وهو الهجرة واهميتها
وسبب الحديث أن أحد المهاجرين أشيع عنه أنه هاجر حبا في امرأة من المهاجرات
فبين الرسول هنا أهمية النية
فبرغم ان عمل الهجرة عمل عظيم ومشقة واسعة يترك الانسان فيها الاهل والولد والبلد الا ربما ابطل هذا العمل النية الفاسدة.
وكالعادة يضع الرسول كلماته في نسق رائع كيف لا وقد أوتي مجامع الكلم
فعندما قال (فهجرته الى ما هاجر اليه) اي ان اي شيء بجوار الله ورسوله لا يستحق أن يذكر
ويؤخذ من هذا الحديث ما يلي:
*النية سر الاخلاص وكلاهما سر القبول
*أهمية أمر الهجرة والاعتناء بها
*تصحيح النية مقدم على كل عمل
*حرصه صلى الله عليه وسلم على توضيح طريق الهداية لأمته
بارك الله فيكم
الازهري
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[18 Nov 2006, 02:22 م]ـ
عن عمر أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام).
فقال رسول الله: {الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً}.
قال: (صدقت)، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: (فأخبرني عن الإيمان).
قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره}.
قال: (صدقت). قال: (فأخبرني عن الإحسان).
قال: {أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك}.
قال: (فأخبرني عن الساعة).
قال: {ما المسؤول عنها بأعلم من السائل}.
قال: (فأخبرني عن أماراتها).
قال: {أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان}.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: {يا عمر أتدري من السائل؟}.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: {فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم}.
[رواه مسلم:8].
الشرح:
لاريب أن هذا الحديث حديث عظيم وقد أسماه العلماء أم السنة فكما أن الفاتحة أم الكتاب فهذا الحديث أم السنة لما يشتمل على أمور عظيمة من شئون المسلم بل يشتمل على ما يحيه في دنيانا وآخرانا
¥