[- سيدة فلسطين -]
ـ[ hedaya] ــــــــ[10 Oct 2005, 11:09 ص]ـ
سيدة فلسطين *
http://i17.photobucket.com/albums/b94/said_25/23.jpg حارت عيناي وهي تراقب وجهكِ ... تتأمل تلك الابتسامة الساحرة التي رسمت على شفتيكِ ... وتلك العينان ترسلان بريقًا من الأمل ... يرنو إلى المستقبل الذي بدأت ترتسم خيوطه ... تنتظر الفجر المشرق بالحب والأمن والنصر.
تطرب أذني بسماع كلماتكِ ... صوتكِ الذي يصدح ويملأ المكان ... أي صوت هذا؟ من أين تأتي امرأةٌ بمثل هذه القوة! أمن عصرنا أنتِ أم من عصر الصحابيات؟ وأي إيمانٍ هذا الذي يملأ قلبكِ!
أطرقت بصري وبكيت ... فاض دمعي حين رأيت دمعكِ لأول مرة ... حين كنت تودعين فلذة كبدكِ ... قطعةً أخرى من قلبكِ تفقدينها ... يتقطع قلبي وقلبكِ ما زال صابرا ... وصوتكِ ما زال أقوى من أزيز رصاصهم ... أقوى من هدير طائراتهم ... ترفضين الانحناء أمام كل الشدائد ... تقفين في وسط الموت الذي يخطف فلذات أكبادكِ ... لكنك كاللبؤة التي كلما اشتدت جراحها زادت قوةً وعنفوانا.
أم النضال ... أيا "خنساء العصر" ... يا معلمة الرجال قبل النساء ... علمينا كيف يكون الصبر ... علمينا كيف يكون الفداء ... علمينا كيف نبيع أنفسنا لله ... ونفدي ديننا ووطننا بأغلى ما نملك ... قولي لأمهاتنا بأن الحياة رخيصة لله ... قولي لهن بأن الأرض أغلى من النفس ... قولي لنا كيف نشمخ في زمن الانكسار.
علمينا الآن كيف نحيا وكيف نموت ... أعطينا درسًا في معاني الوفاء ... سقطت من قاموسنا كل الكلمات إلا الخوف ... أسقطيها الآن وامنحينا بعضًا من صبرك ... أدركينا علَّ ما بقي من كرامتنا يكبر فينا.
لله دركِ! ثالث الفرسان يترجل الآن ... ولا زلت على عهدك مع الله ... تبيعين لله ... تتاجرين في صفقةٍ لا تخسر أبدا ... هي الجنة لا تليق إلا بمثلك ... يا أم الرجال ... آن أن ننحني ونقبل قدميكِ ... ونرحل في طريق العز الذي رسمته دماء الشهداء ... دماء أبنائك!
هل شابَ ليلُكَ أيها الصبرُ الطويلُ = بغزةٍ، أم هل أصابك داءُ
ما للفؤاد على فراقهمُ ينوحُ = وما طوتْه، من الأسى، أنواءُ
هل كان قاصمَ ظهرنا استشهادُه = أم أن الاستشهادَ ذاك دواءُ
أرضيت ربي؟ أم أزيد شفاعة؟ = روحي فدىً، والأهلُ والأبناء
أتبسّمَ الشهداء في جنّاتهم؟ = أم رحّبت بحبيبِنا الأنحاءُ؟
قدمتَ مهراً يا رواد مُطيّباً = مهرُ الجنان من الشهيد دماءُ
* * *
ها يا نضالُ، ويا محمدُ، جاءكم = هذا المساء رواد والأشلاءُ
فتفسحوا يا آل مريم، أجلِسوا = هذا الفتى بالخير يا جلساءُ
ابنُ الكريمة قد أتاكم راغباً = إذ حمّلته سلامَها الخنساءُ
إني أراكم قومَ خيرٍ في الظِلالِ = وشيخُكُم، وتحيطُكم خضراء
يحكي لكم عن وعدِ حقٍ قد أتى = ويصدّقُ الدكتورُ والشهداءُ
الشعر للشاعر ياسر عزام
* خنساءٌ فلسطينية من عصرنا هذا، هي مريم محمد فرحات (ام نضال) من سكان حي الشجاعية شرق غزة، قدمت أبناءها محمد و نضال ورواد شهداء في الأعوام 2002 و 2003 و2005، وابنها وسام معتقل منذ 11 عاما، وما زالت شامخةً في بندقية المقاومة وتطمح بأن تقدم المزيد ... للأرض السليبة؛ حماها المولى وتقبّل قربانها النفيس.