[أخي ... لأني أحبك " عليك بخاصة نفسك "]
ـ[الجندى]ــــــــ[27 Oct 2005, 02:20 م]ـ
استميحكم عذراً إخوتي ... فلم أستطع النوم قبل أن أبث همي وحزني ...
" طه جابر العلواني ليس من أهل السنة "
هذا ما قرأته لأحد مشرفي إحدى المنتديات العلمية (الرصينة!!!).
لا إله إلا الله ... من هذا المتألي على الله وعباده؟!
من الذي يجرؤ على تصنيف المسلمين وكأننا في عصر (صكوك الغفران).
بل وزاد على ذلك بأن حذف رابط مجلته (إسلامية المعرفة) كأنه يحذف رابط موقع ......
لن أخوض في تاريخ العلواني الذي أعلم مسيرته الدعوية والجهادية قبل وبعد خروجه من العراق مضطراً منذ عشرات السنين، حين كان ـ وما زال ـ غيره آمنون مطمئنون ... ولن أتحدث عن جهود معهده في نشر الإسلام بأمريكا، وكونه يحمل قصب السبق الأول في ذلك ... فما عند الله خير وأبقى .. وأسأله جل جلاله أن يكثر ممن يزيدون من رصيد حسناته، ويأخذون من سيئاته .. كما يردد باستمرار ...
لن أزيد على قوله: إن له ربه سينتصف له.
يوم لا ينفع مال ولا بنون ... يوم لا ينفع " الظالمين " معذرتهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكن ...
متى سنتعلم مناقشة الآخر؟ متى سنحترم الآخر؟ متى سنكون دعاة لا قضاة؟ متى سنتزل عن حظ النفس وحب الانتصار لها ...
إن الله سبحانه وتعالى أخفى أولياءه في عباده ... فلعل منهم طه ويوسف والغزالي وسيداً والبوطي والكاندهلوي .... كما لعل منهم شقرة والحلبي والسديس والعثيمين ومشهور والمدخلي والقرني والحوالي ....
فاحذر:
إن من عادى ولياً لله فقد آذنه الله بالمحاربة .... ويا خسران من حاربه الله!
احذروا ... أتدرون من المفلس ....
أقول لك: لن تستفيد من غيبتهم ووصمهم بما ترفض أن يصِموك (ومشايخك) به، لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولكنها شهوة الانتصار للنفس .. شهوة الغيبة والنميمة ...
شهوة الهروب من النقص ... النقص والضعف من مواجهة العدو الرئيس العدو الحقيقي .. الذي أمرت شرعاً أن تكون شديداً عليه رحيماً بأخيك ... فقلبت الأمر فكنت شديداً على أخيك .. متهاوناً متماوتاً أمام عدوك.
لعلك تقول: ولكن عقيدتهم فاسدة!!
أقول لك: عقيدة الملحد أفسد، عقيدة النصراني أفسد، عقيدة المجاهر بالنقص بالدين أفسد.
أعدك أخي الكريم، إن ناقشت كل أولئك بالهمة ذاتها التي تناقش بها أخاك المسلم أن تجد نتائج عجيبة.
وأهمس في أذنك: هل حاورت أخيك في عقيدته لتعلم أدلته قبل أن (((تحكم))) عليه!
أتعرف حكم تكفير .... تفسيق ... تجهيل ... (المُعَيَّن)
هل أنت المفتي والقاضي الذي يستعرض الأدلة والتهم والدفاع ثم يصدر الأحكام في أخيه، لو كنت قاضياً حقاً لسمعت أدلته ... فلعل ما بينكما سوء فهم في المصطلحات أو خلافاً من الممكن الاتفاق عليه .. بل لعله يرجع إن خاطبته باللين الذي أمر الله عبده موسى أن يخاطب به فرعون زاعم الألوهية.
تقول: لا مهادنة في العقيدة.
أقول لك، فما قولك في بائع السلاطين العز بن عبد السلام (إمام الأشاعرة في وقته) .. مع أخيه شيخ الإسلام ابن تيمية اللذين عاشا معاً وحاربا التتار معاً فعدوهما واحد.
هل ترك كل واحد منهما التتار وجلس يحكم على انتساب الآخر وتلاميذه إلى أهل السنة أم إلى السبعين فرقة.
أنتمثل بهما؟ ألم يكونا من الكرام؟ أو على الأقل أحدهما من الكرام (الأقرب إلى فكرك وعقيدتك ... ) فتشبه بالكرام فإن التشبه بالكرام فلاح.
نزعم الانتساب إلى السلف ... فإليك أدب السلف وعلمهم وورعهم
جاء في سير أعلام النبلاء ج4/ص165عن الزبرقان قال كنت عند أبي وائل فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه فقال: " لا تسبه وما يدريك لعله قال اللهم اغفر لي فغفر له ".
وأبو وائل ليس صوفيا ولا جاويا ولا نقشبنديا ..... بل هو أحد كبار التابعين واسمه شقيق بن سلمة، كان إمام الكوفة [لا تجزع ليس " رافضياً "]، وكان رأساً في (العلم والعمل) كما قال الذهبي.
انتبه أخي الحبيب: العلم والعمل.
علِم أن الله تعالى لن يسأله إلا عن عمله " فسيرى الله عملكم .. " ولم يقل سيرى تصنيفكم لإخوانكم، تنظيركم .. لن يسألك الله عن عقيدة الطنطاوي ولا سعيد بن مسفر ... ولكن سيسألك عن " عملك " و نصرتك للدين، فليس للإنسان إلا ما سعى.
¥