تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في العيد ملل فماذا؟]

ـ[إمداد]ــــــــ[19 Nov 2004, 09:46 م]ـ


في العيد ملل .. فما الخلل؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد،،،

وداعاً رمضان .. وداعاً شهر الخيرات والبركات .. حل علينا فرحة العيد، عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة، وفقد بعض المسلمين لذتها وفرحتها؛ بل يمر على البعض كطيف من خيال، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لا يعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلا حرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكر لله على ما هدى للصيام والقيام، وآخر حزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط، والخير في الأمة مازال ولا يزال، فأبشروا وأملوا، والفأل الفأل، والله يحب الفأل.

وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلمات، فأقول:

إن العيد شعيرة إسلامية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله، وتظهر فيه معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع: أيدٍ تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق .. تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء.

إن هذا العيد جاء ناشراً فينا الإخاء
نازعاً أشجار حقد مصلحاً مهدي الصفاء

إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لا يتعدى اهتمام الإسلام به في غير قضية الصلاة، بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً] رواه أحمد.

وأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 'كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة'رواه ابن خزيمة. وغير ذلك من السنن والمباحات.

و العجب كل العجب والمصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا، ومن يتكلم بلغتنا، فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيه بحجج واهية، وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر، وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله ..

وقد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل .. ؟

1 - اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض.

2 - التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه.

3 - السهر ليلة العيد، وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار، والسهر في الليل أيام العيد، فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس, فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور، والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ، وتضيع فرحة العيد.

4 - الترف والإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد.

5 - التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام، ويتبعه قطيعة الجيران.

6 - الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة.

7 - كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد، فزاحمت البدع السنن، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً.

8 - ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب.

9 - ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي:

أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها.

ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض.

ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون.

10 - ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات، وغيرها، وغيابها في بعض الأماكن.

11 - الفهم الخاطئ لمعنى العيد.

12 - كثرة الأشغال والأعمال، وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير