سجَّل هنا شكراً وتقديراً وعرفاناً للشيخ الدكتور صلاح الخالدي في رده على (فرقان الحق)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Sep 2005, 04:08 م]ـ
الشذا الفياح للشيخ صلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ الله الذي جعل في كلِّ زمانٍ فَتْرَةٍ من الرُّسل بقايا من أهل العلم، يَدْعُون من ضَلَّ إلى الهُدى، ويُبَصِّرُونَ بنور الله أَهْلَ العَمى، فكَمْ من قَتِيلٍ لإبْليسَ قد أَحْيَوهُ، وكمْ من ضَالٍ تائهٍ قد هَدَوْه، فلله ما أَحْسَنَ أثَرهُم على النَّاس؛ وما أَقْبَح أثر النَّاسِ عليهم، يَنْفُون عن كتابِ الله تَحْرِيف الغَالِين، وانْتِحَال المبطِلين، وتَأوِيل الجاهلين. وبعد ..
_ فالعلماءُ ورثة الأنبياءِ، وسادةُ الأولياءِ.
_ بهم تصلح الدّيار، وتُعْمَرُ الأمصار، ويُكْبَتُ الأشرار.
_ هُمْ أَنصارُ المِلَّةِ، وأَطِبَّاءُ العِلَّة.
_ يَذُودُونَ عن حِياضِ الشريعة، ويَزْجُرونَ عن الأُمورِ الفظيعة.
_ هُمْ خلفاءُ الرَّسول ? ثِقاتٌ عُدُول، يَنفون عن الدِّين تأويل المبطلين، وتحريف الجاهلين، وأقوال الكاذبين.
_ العَالِمُ يُدْرك الحِيَل، ولا تَختلِطُ عليه السُّبُل، يَكشف الله به تلبيسَ إبليس، ويَدفع الله بهم كلَّ دجَّالٍ خَسيس، علمهم معهم في البيوتِ والأسواق، ويزيدُ بكثرةِ الإنفاق، فلهم كل الخَلَاق.
ماذا أريدُ بهذهِ المقدِّمَة؟
أَقِصة هادفة؟ لا.
أحكاية لطيفة؟ لا.
أفوائد جمعتُها لأَبثُها بين إخواني؟ أيضاً: لا.
ولكنْ، أريد أن أُعَرِّف بِجُهْدٍ كبير، وعَمَلٍ جَليل، وفَضلٍ جَزيل، قام به علمٌ من أعلام المسلمين.
هذا العمل: جاء صفعةً قويةً لخطرٍ خارجي كافر، ونزل عليه كالشهب الصارمة الكاوية، وكالصواعق المحرقة الهاوية، فلم تُبْقِ منهم عَادِية! فمزقتهم شَذَر مَذَرْ، وشَتَّتهُم شَغَرَ بَغَرْ!
جاءت الصفعةُ .. لتحطِّم الأهواءَ ولو كره الكافرون.
ولتدكَّ معاقل الفجور ولو كره الفاسقون.
ولتنْسِف (فرقانهم) ولو كره الظالمون.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوي 28/ 187)
:" فالمُرْصَدُوْن للعلم، عليهم حفظ الدين، وتبليغه، فإذا لم يُبلِّغوه، أو ضيَّعوا حفظه، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين ? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ? سورة البقرة (159)، فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرهم، فلعنهم اللاعنون حتى البهائم ".
تلكم الفرية الفجة الفاجرة الآثمة: (الفرقان الحق) كافرة المنبت، تبث براثين سمومها وأفكارها العفنة في تسليط المطاعن على كتاب ربنا، ودستور أمتنا المسلمة، فأقبلت عليه الأقلام الآثمة الفاجرة، والدَّعواتِ النصرانية الغاشمة، بخيلها ورَجِلَها، لترمي حملته بالبهتان والزور، والاستهزاء والسخرية منهم، واضطراب كتابهم وما فيه من الباطل المزعوم! وهذا _ لعمر الحق _ من أوسع أودية الباطل، التي يخوضها المبطلون جهاراً نهاراً!
لقد توافدوا علينا، وتكالبوا على إسلامنا _ الصرح الشامخ _ لقلب الأمور، وزنتها بغير الميزان الصحيح، في الدين، والأخلاق، واللسان، واللباس، والأزياء، والمرأة، والسياسة، والتعليم ... وهلمَّ جراً. جراً.
واليوم يأتي أحد سُذَّاجهم، وأغبى أغبيائهم، وأضحوكتهم السمجة، ليوجِّه سهامه المعطلة المنكسرة نحو كتاب ربنا جلَّ في علاه، ليطعن به وبحقائقه الصادقة، وآياته الكريمة، بهرائه السَّمِج الوقح الكاذب، ويزعم سوراً من عندياته، وينادي تحت غطاءٍ: بالنظرة الوحدوية للأديان:" الإسلام، المسيحيَّة، اليهودية " فيكيل الطعن للنبي الأكرم صلواتُ ربي وسلامه عليه، وتحريفه لمعجزته، ثم أتى بخرافته (الصَّفي) وأنه رسول رب العالمين!! فيالله ما أقبح فعله، وما أسوء فكره، وما أسخف منطقه ومشربه، وما هذا إلا لجهله، وسوء منبته، وضلال عيشه، وخِسَّة شأنه، فنعوذ بالله من الكفر وأهله، ومن الزيغ وذيله.
¥