¨°؛© حتى تُتقبل أعمالنا ©؛°¨
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[30 Jan 2005, 08:28 م]ـ
< div align="center"> حتى تُتقبل أعمالنا
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لتحميل المقال على ملف ورد ( http://www.sahab.ws/3431/data/7ta_ttgbal_a3malna.zip)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
إن الباريَ سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه خلق هذا الكون، وأودعه من الموجودات الملائكة والإنسَ والجن، والحيوانَ والنبات والجمادات، وغيرها من الموجودات التي لا يعلمها إلا هو.
كلُّ ذلك لأجل أمرٍ واحد لا ثاني له، ولأجل حقيقةٍ كبرى لا حقيقة وراءَها، إنه لأجل أن تكون العبودية له وحده دون سواه، ولأجل أن تعترف هذه الموجودات بربوبيته وتحقِّق ألوهيتَه، وتُقرَّ بفقرها واحتياجها وخضوعها له جل شأنه.
ولهذا سأتحدث في هذا المقال، عن معنى العبادة، وما هي أنواع العبادة؟ وما هي شروط صحة العبادة التي تقبل من العبد إذا أتى بها؟
فأقول مستعيناً بالله سبحانه وتعالى:
العبادة: هي الخضوع والذل، وسمي الدين عبادة؛ لأن العبد يؤديها بخضوع لله، وذل بين يديه، ولهذا قيل للإسلام: عبادة، والعبد: هو الذليل المنقاد لله، المعظم لحرماته، وكلما كان العبد أكمل معرفة بالله وأكمل إيماناً به، صار أكمل عبادة.
ولهذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أكمل الناس عبادة؛ لأنهم أكمل الناس معرفةً وعلماً بالله، وتعظيماً له من غيرهم، صلوات الله وسلامه عليهم.
ولهذا وصف الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أشرف مقاماته، مثل مقام الإسراء والامتنان والتحدي، فقال سبحانه: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ))، وقال تعالى: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ))، وقال تعالى: ((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ)) إلى غير ذلك من الآيات.
وعرف شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ العبادة بقوله: «هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة».
وبعد أن اتضح لنا معنى العبادة وهي الخضوع والذل لله سبحانه وتعالى، لابد لنا من معرفة ما هي أنواع العبادة التي يحبها الله ويرضاه، ومن أنواع العبادة، مثل: الإسلام، والإيمان، والإحسان، والدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة والرهبة والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كلها لله تعالى.
وتقوم العبادة على شرطين عظيمين، ويشترط فيها حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها هذين الشرطين: الأول: الإخلاص لله سبحانه وتعالى، والثاني: موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به.
< div align="center"> الشرط الأول
الإخلاص لله سبحانه وتعالى
قال تعالى: ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء))، ومعنى الإخلاص هو: أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال تعالى: ((وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى))، وقال تعالى: ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً))، وقال تعالى: ((مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ))، وقال تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
¥