[قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية]
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[23 Jun 2005, 05:21 م]ـ
[قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية]
أنقلها كاملة، إلا من شيء يسير جدا اختصرته لخروجه عن موضوع الرسالة
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(((الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذه مسألة يحتاج إليها المؤمنون عموما، والمجاهدون منه خصوصا، وإن كان الإيمان لايتم إلا بالجهاد، كما قال تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله، ثم لم يرتابوا)، ولكن الجهاد يكون للكفار، وللمنافقين أيضا، كماقال تعالى (جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) في موضعين من كتاب ال.
له
ويكون الجهاد بالنفس والمال، كما قال تعالى (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله)، ويكون بغير ذلك، وبنفقة، لما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا).
ويكون الجهاد باليد والقلب واللسان كما قال تعالى (جاهدوا بالمشركين بأيديكم وألسنتكم وأموالكم) رواه أبوداود والدارمي وأحمد، وكما قال في الحديث الصحيح (إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولاقطعتم واديا إلا كانوا معكم حسبهم العذر) متفق عليه.
فهؤلاء كان جهادهم بقلوبهم ودعائهم.
وقد قال تعالى (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (الساعي على الصدقة بالحق كالمجاهد في سبييل الله) رواه أبوداود وابن ماجة والترمذي.
وقال أيضا (المجاهد من جاهد نفسه في الله) رواه أحمد والترمذي.
كما قال (المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
والجهاد في سبيل الله أنواع متعددة ….
ثم قال: يفرق بينهما النية واتباع الشريعة، كما في السنن عن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:الغزو غزوان، فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة واجتنب الفساد، كان نومه ونبهه كله أجر.
وأما من غزا فخرا ورياء وسمعه، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف.
وفي الصحيحين عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه: قال: قيل يارسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية؟ أي ذلك في سبيل الله؟ قال (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).
وقد قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله).
وهذه المسألة هي في الرجل أو الطائفة يقاتل منهم أكثر من ضعفيهم، إذا كان في قتالهم منفعة للدين، وقد غلب على ظنهم أنهم يقتلون.
كالرجل يحمل وحده على صف الكفار ويدخل فيهم، ويسمى العلماء ذلك " الانغماس في العدو " فإنه يغيب فيهم كالشيء ينغمس فيه فيما يغمره.
وكذلك الرجل يقتل بعض رؤساء الكفر بين أصحابه، مثل أن يثب عليه جهرة إذا اختلسه ويرى أنه يقتله ويغتفل بعد ذلك.
والرجل ينهزم أصحابه فيقتل وحده أو هو وطائفة معه العدو وفي ذلك نكاية في العدو، ولكن يظنون أنهم يقتلون.
فهذا كله جائز عند عامة علماء الإسلام من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم.
وليس في ذلك إلا خلاف شاذ.
وأما أئمة المتبعون كالشافعي وأحمد وغيرهما فقد نصوا على جواز ذلك، وكذلك هو مذهب أبي حنيفة ومالك وغيرهما، ودليل ذلك: الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
أما الكتاب:
ــــــ
فقد قال تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد).
¥