تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا تجريحا في النبي- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)]

ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[25 Jun 2005, 02:32 م]ـ

لا تجريحا في النبي (ص) كما يدعي الضالون- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار)

سوف ادخل في الموضوع بدون مقدمات:

عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله! أين أبي؟ قال "في النار" فلما قفى دعاه فقال "إن أبي وأباك في النار".

رواه مسلم (1: 132 - 133) وأبو داود (4718) وأحمد (3: 268) زأبو يعلى (3516) وابن حبان (578 - الإحسان) وابن أبي شيبة وأبو عوانة (1: 99) والبيهقي (7: 190) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني به.

وهو حديث صحيح جدا, وإسناده في غاية الصحة, صححه مسلم والجوزجاني في الأباطيل والمناكير (1: 233) وابن حبان والبيهقي وابن كثير (باعتمادهما الحديث في كتبيهما وتعليقاتهما كما سيأتي) والألباني في الصحيحة (2592) والحويني في مجلة التوحيد.

وندين لله تعالى بما نطق به هذا الحديث, كما دان به وبمعناه كبار أئمة المسلمين بلا خلاف بينهم, ومنهم:

1 - الإمام مسلم, حيث رواه في صحيحه وعنون عليه: باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين.

2 - داود صاحب السنن, حيث روى حديث أنس مع أحاديث أخرى وعنون عليها: باب في ذراري- أي أبناء- المشركين.

3 - ابن حبان, حيث رواه في ((صحيحه)).

4 - النسائي, حيث روى حديث الاستئذان (2032) - وهو: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنه قد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبر المشرك. أقول: وهذا الحديث صريح في عدم إيمانها؛ لأن اللَّه عز وجل قال: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} , والآية عامة .. فتأمل. ويؤكد ذلك حديث بريدة رضي الله عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم [في سفر، وفي رواية: في غزوة الفتح]. فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب، ففداه بالأب والأم، يقول:يا رسول لله مالك؟ قال: إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، [واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي]، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتزدكم زيارتها خيرا). أخرجه أحمد (5/ 355،357،359) وابن أبي شيبة (4/ 139) والرواية الاخرى لهما وإسنادها عند ابن أبي شيبة صحيح، والحاكم (1/ 376) وكذا ابن حبان (791) والبيهقي (4/ 76) والزيادة الاولى لها: والرواية الاخرى فيها لمن سبق ذكره، والزيادة الاخرى للحاكم وقال: (صحيح على شرط الشيخين) وصححه الألباني [أحكام الجنائز238] , وهو كما قال.

5 - ابن ماجة: حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان (1572) , وعنون عليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.

6 - البيهقي: إذ قال في كتابه دلائل النبوة (1/ 192، 193) بعد تخريجه لهذا الحديث: (وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام). وقال أيضا في سننه (7: 190): " وأبواه كانا مشركين, بدليل ما أخبرنا .. " ثم ساق حديث أنس.

7 - ابن الجوزي إذ قال في الموضوعات (1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي (ص) ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله (ص) .. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان .. ].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير