تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نفسك اولا:]

ـ[ tafza] ــــــــ[27 Feb 2005, 03:00 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

[نفسك اولا:]

الميدان الاول هو انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر

وان خانتكم فيها كنتم على غيرها اعجز فبادروا بالجهاد مع

انفسكم اولا .. ؟

مع ان اعداء الاسلام كثيرون ومع ان الاسلحة التي يملكونها عديدة

ومتطورة لكني لا اخشاهم على الاسلام بقدر ما اخشى عليه من المسلمين

الجاهلين، والعالمين غير العاملين، والعاملين غير المخلصين ..

فتدين الجاهل لا يكسبه الاخرة ولا ينفعه في الدنيا،

وعلم المرائى اخطر على الاسلام من اسلحة غير المسلمين .. ؟

والذين جفت في قلوبهم ينابع التقوى ودنت في ارواحهم درجات الامان

وقصرت عقولهم عن استيعاب مشاكل العصر وعلومه هؤلاء فروا بتدينهم

الاجوف جماعات عن مواجهة العصر نتيجة قصور في

اذهانهم او معارفهم او ضعف وخور في عقائدهم .. ؟

كثير ما يحدث خلط بين تجارب المسلمين وبين الدين الاسلامي فتلقى تبعات

وتطبيقات المسلمين على الاسلام.

ويتهم في مثله العليا وقيمه السامية بسبب سوء نية او سوء فهم.

وان اسوأ هذه المزاعم والمفاهيم الخاطئة تحويل الخلافات السياسية الى

خلافات دينية حتى تجاوز الامر الى حد التكفير الديني فتشوهت اذهان

الجاهلين. اضطربت قلوب ضعاف الايمان.وخلا الجو لاعداء الاسلام كي يكيلوا

الامر الواحد بمكيالين. ويزنونه بميزانين. وينسبوا مرض المريض الى دواء

لم يصفه له الطبيب. على ان علاج الامراض التي تصيب المجتمع اي

مجتمع انما تعالج بادوائها؟ ..

فمن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم:

نعلم ان لا وصاية ولا سلطة لاحد على الدين الاسلامي من بعد الرسول

(اليوم اكملت لكم دينكم).

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم:

يملك سلطة التبليغ واداء الرسالة. وليس لاحد من بعده ان يدعي سلطة

على الدين.

فاذا اردنا ان نقيس الامور بمقاييسها فعلينا ان (نعرف الحق كي نعرف

اهله). فاذا عرفنا حقيقة الاسلام عرفنا من هم المسلمون.

واذا قصرنا في معرفته اخطأنا في الحكم على من هو المسلم؟ ..

والقاصرون اذا شعروا بهوانهم على الناجحين وعجزهم عن بلوغ فضيلة

النجاح. اجهدوا انفسهم للنيل من الفضيلة واهلها خشية ان يدانوا

بها. وان يطالبوا بالاتيان بمثلها. وهذا مطلب عسير عليهم.

لذلك فهم ينسبون الرذيلة لاهل هذه الفضيلة عجزا منهم عن اصلاح

انفسهم.

اذن فالاسلام بريء من القصور الذي يعاني منه القاصرون وادعياء الاسلام. ولكن طبع كل عاجز ان يكره القادرين.

كما ان الجاهل يزري العلم ويصور الجهل منفعه. والبخيل يصور الكرم

اسرافا. دفعا للمشقة وايثارا للسلامة؟ ..

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير