[الطريق إلى السعادة بالهموم]
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[01 Mar 2005, 08:34 ص]ـ
[الطريق إلى السعادة بالهموم]
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من مشاكل هذا الزمان، ويبحث الناس عن علاجها، هي الهموم.
الهموم أمرها مزعج إذا حلت بقلب الإنسان.
الهموم من أثقل الأنكاد.
الهموم نار تستعر في القلوب.
الهموم حرقة تضطرم بها الأكباد.
أيها القارئ الكريم:
الدنيا طبيعتها المعاناة والمقاساة، فالإنسان حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال، كما دل عليه قول الحق تعالى: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)).
أليست الدنيا دار هموم؟
ولكن نقول لكل مسلمٍ ومسلمة:
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)).
لا تكره المكروه عند حلوله ****** إن العواقب لم تزل متباينة
كم نعمة لا يستهان بشكرها ***** لله في طي المكاره كامنة
لماذا الحزن والضيق بسبب الهموم؟
لماذا لا نكون سعداء بهذه الهموم والغموم والمصائب؟
ولكن كيف نكون سعداء بهذه الهموم؟
تعال معي أيها القارئ الكريم لأدلك على طريق السعادة وأنت مصاب بالهموم:
الطريق الأول إلى السعادة بالهموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري.
سبحان الله!!
كيف لا نسعد بالهموم وهي كفارة لذنوبنا؟
كيف لا نسعد بالهموم وهي تكثير لحسناتنا؟
تأمل معي، وتفكر.
أليس همك أن يكفر الله عنك الخطايا، وتزيد حسناتك؟
الجواب: بلا شك نعم.
إذاً وداعاً للحزن بسبب الهموم، بل نقول: الحمد لله على هذه الهموم التي تكفر عن ذنوبنا، وتكثر من حسناتنا.
الطريق الثاني إلى السعادة بالهموم
هو ذكر الله تعالى، قال الله تعالى في شأن الذكر: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))، وقال سبحانه: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً))، وقال: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))، وقال: ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)).
يشكوا الكثير من تسلط الهموم، ولكن ينسون ذكر الله، كم من شخص ابتلي بالهموم، فما أن يذكر الله، إلا وذهبت هذه الهموم، واطمئن قلبه، وارتاح باله.
فيا أيها القارئ الكريم هذه نصيحة مني، ما أن يتسلط عليك الهم، فاللجأ إلى ذكر الله، وقراءة القرآن، فهي تنسيك ما أصابك من هموم، فإذا نسيت همومك تحصل السعادة والراحة.
الطريق الثالث إلى السعادة بالهموم
هو المحافظة على الصلاة، قال تعالى: ((إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، أي: إذا نزل به أمر مهم أو أصابه غم.
فالصلاة راحة القلب، وقرة العين، وعلاج الهموم والأحزان.
الطريق الرابع إلى السعادة بالهموم
أن تكون الأخرة هي همك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ» رواه الترمذي وصححه الألباني.
الله أكبر!!
¥