["بهذا اخرجناهم من غزة هاشم .. ""]
ـ[ hedaya] ــــــــ[16 Aug 2005, 08:37 ص]ـ
http://usera.imagecave.com/Hozeifa/al-multaqa/gazaa.JPG
( أتمنى أن أصحوَ يوماً لأجد "غزة" في قاع البحر!)
كلماتٌ انطلقت من عمقِ المعاناةِ التي يعيشها رئيس وزراء الاحتلال الهالك "إسحاق رابين", وتمخضت من مأساته وهو يرى الموت يحصد جنودَه ومستوطنيه في "غزة هاشم"، ويرى سواعدَ المجاهدين تكيلُ له الضربات؛ فيبقى أمامها كالمشلول لا يقدر حراكاً, وأنّى له الحراك في مواجهةِ عزائمَ من نور!
واليوم وبعد هلاكه بسنوات ها هو مشهد القائد "طارق بن زياد" على ضفاف "الأندلس" يتكرر في "غزة" الأبية؛ فالعدو من أمامكم والبحر من خلفكم، وكانت هذه المرة كسابقتها الأندلسية .. أمواج صهيونية متكسرة على شطآن غزة، عدوٌ يتلاشى ونشوة انتصارٍ فلسطينية.
مسامير نعش الاحتلال: كانت وطأة نيران المقاومة هي المِحَك, وطابور الاستشهاديين والاستشهاديات كان الضربة التي دقت مسامير نعش الاحتلال .. أنفاق ملغومة جعلتهم كمن يستلقي على فوهة بركان, وصورايخ كالغيث المنهمر بل كحجارةٍ من سجيل تكسر شوكتهم.
أمامَ عظمة أسطورة المقاومة وثنائية الجهاد والاستشهاد، تلاشت وتبخرت كل طاولات المفاوضات .. بل التنازلات! تهاوت أبراج التنسيق الأمني وقبلات المغازلة الدنيئة؛ فالأسطورة أثبتت بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة, وأن الأرض العطشى للحرية لا ترويها إلا سيول دم الشهداء.
يغطون الشمس بمنخال! ووسط هذا كله تراءت في لحظات المساء الأخيرة أكوام من فتات يتهافت ليقف أمام طلعة الشمس! حربٌ إعلامية -يشنها غافلين- لتسحب البساط من تحت أقدام المجاهدين ذوي السواعد المسلمة وأبناء التيارات الإسلامية بشقيها السياسي والعسكري وعلى رأسها "حماس".
إنها حملة ظالمة تستهدف سرقة نضال المجاهدين ورباط المخلصين وتجييره للمفاوضين المستسلمين! رغم أن "حماس" الجهاد والاستشهاد أعلنت أنها لا تسعى لتشكيل قيادة بديلة ولا لنزع السلطة من أحد، بل دعت للوحدة الوطنية وطلبت احترام هذا الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق بالأقلام، وما صنع النصر إلا الدماء التي أريقت والشهداء الذين تسابقوا للجنان.
ما تطلبه "حماس" -ويطلبه الشارع العربي والمسلم العريض معها- هو احترام سلاح المقاومة .. احترام فوهة البركان الغاضب التي لم توجه إلى صدور الفلسطينيين كما فعلت أسلحة الآخرين! ففوهة هذا البركان كانت الحل الأمثل والوحيد -بعد توفيق الله تعالى وتأييده- لدحر الاحتلال عن أرض إسلامية محتلة.
الانسحاب من غزة بداية مرحلة: بداية مشوارٍ طويل في طريق النصر، وكل من يدعي بأن كسر شوكة العدو صعبٌ فهو واهم، ومهما طال الزمان وتكالبت الأيام سيأتي يوم تسمع فيه صيحات التكبير وهتافات "حي على الجهاد" من كل بقاع فلسطين.
اليوم وبعد 38 عاماً تزدان "غزة" برايات النصر والحرية، على أنغام الحرية تزغرد وترسم دربًا للمجاهدين نحو "القدس" و"يافا" و"حيفا" و ... دربًا لكل فلسطين .. "غزة" بصيحاتها وتكبيرات مجاهديها ترسم دربًا في الأفق لبوابات "المسجد الأٌقصى" السليب, لساحاته الطاهرة وأجوائه الساحرة وعيونه الساهرة بانتظار الفجر الوليد.
هذا النصر ليس من حق أحد وحسب؛ إنما هو من حق كل مسلم وكل قطرة دمٍ سالت في سبيل تحرير هذه الأرض .. للأسرى وأمهاتهم ولكل أم علَّمت ابنها عشق الوطن، وقدمته فداءً في سبيله، وهو حق الثكالى واليتامى والأرامل .. حق حفنة رمل وشاهد قبرٍ لم تجف تربته بعد.
وأخيرًا فلنعلنها جميعًا: الفرح بالنصر من حق من ضحوا وقدموا، لا من تنازلوا واستسلموا، اللهم تقبّل الشهداء وفكَّ الأسرى وأسعد المحزونين وانصر المجاهدين ... آمين.
"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) "
http://www.palestine-info.net/arabic/spfiles/insehab/n.jpg