تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jan 2005, 02:37 م]ـ

وحول نفس الموضوع، هذا مقال آخر:

(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد يسَّر الله لي " زيارة " بعض مجالس " آكلي لحوم البشر "! والجرَّاحين " الأطفال " الذين فهموا الشرع بالتقليد لبعض جهلة المتصدرين، وأصبحوا كالببغاوات يرددون ما يسمعون منهم ضاربين عرض الحائط قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، وضاربين عرض الحائط كل حديث وأثر يأمرهم بالعدل والإنصاف والتثبت.

قال بعضهم: قال بعض شيوخنا! لا بدَّ من إحياء علم الجرح والتعديل من جديد!!

قلت: نعم! ولكن فلننتبه لأمور:

1. نريد إحياء علم الجرح والتعديل، لا ابتداع علم " الجرح والتجريح "!! فنحن لا نرى ممن يدعو هذه الدعوة أي تعديل! بل تجريح في تجريح فحريٌّ بعلمهم هذا أن يسمى علم " الجرح والتجريح "!!

2. وعلم " الجرح والتعديل " لا يقوم به " الصغار " و " الجهلة " بل لا بد له من أئمة كسفيان ومالك وشعبة ويحي بن سعيد القطان وغيرهم، والواقع اليوم أنه تجرأ على هذا العلم " صغار " القوم وأطفالهم، فهل هذا كذاك؟

3. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم من " علم " يطلع فيه على أحوال المتكلَّم عليه، ولا بدَّ من الإحاطة بحياته وأقواله وأفعاله حتى يتسنى له العدل في الحكم، أما الحكم على نقل مبتور، أو خبر ضعيف، أو الاعتماد على " وكالة يقولون "! فليس هذا من دأب علماء " الجرح والتعديل "!

4. ولا بدَّ لمن يقوم بهذا العلم أن يكون ثقة عدلاً في دينه، لا أن يكون ضعيفاً ساقط العدالة! والواقع أن كثيراً ممن يقوم على هذا " العلم "! اليوم – إلا من رحم الله – من النوع الثاني، فنحن قد عرفنا بعض هؤلاء " الجرَّاحين " لا يصلي صلاة الجماعة في المسجد! وبعضهم كان يتكلم في الشرع قدحاً وذمّاً في بعض الدعاة وصوت " التلفاز " يخرق آذاننا! وبعضهم سارق لجهود غيره متشبع بما لم يعط! ورابع وخامس وسادس .. الخ! فهل على مثل هؤلاء يعتمد في الجرح والتعديل وهم أحق بالجرح وأولى به؟!

5. وعلم الجرح والتعديل لا يقوم على " التقليد " بل على البينة والدليل، فهل إذا " جرح " فلان – المجروح أصلاً – فلاناً يؤخذ بقوله على أنه قرآن منزل؟؟!! بل لا بدَّ من ذكر دليله وبيَّنته على هذا الجرح وإلا كان محض افتراء يردُّ في وجهه! فكم لابن معين! من تعديل مرفوض! وكم لابن أبي حاتم! من تجريح مرفوض! أفيكون تجريح " فلان "! وتعديله مقبولين هكذا على الإطلاق؟؟!!

6. ولا بدَّ من تطبيق كافة قواعد الجرح والتعديل، ومن أهمها تقديم التعديل المفسر على الجرح المجمل، فكم من " مجروح " عُرفت عدالته ببينات كثيرة وبشهادات مختلفة، ثم يأتي " جرَّاح " ويدَّعي " جرحاً " مجملاً، أفيقبل مثل " التجريح "؟؟!!

فبهت " الجرَّاحون " الذين في المجلس ولم يستطيعوا جواباً، وكانوا قد ظنوا أن الأمر " شوربة "! وفوضى!

والله المستعان)

كتبه

إحسان بن محمد بن عايش العتيبي

أبو طارق

http://www.saaid.net/Doat/ehsan/12.htm

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير