(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (96) قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)).
83 - معجزات الأنبياء.
فإن القميص لما ألقى على وجه يعقوب رجع بصيرا مع أن لو أب أعمى أتيت له بقميص ولده لا يحدث هذا فالله عز وجل يخرق العادة بمعجزات الأنبياء كما حصل في هذه المعجزة المشتركة ليوسف ويعقوب عليهما السلام بإلقاء القميص على وجه يعقوب فيرتد بصيرا.
84 - أن الأشياء المعنوية يحس بها الإنسان يعنى عندما يقول (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) هل يوسف ريحه يوجد في مصر إلى فلسطين؟ لكن هناك قوه خفيه الله أودعها في نفوس الناس يمكن أن تكون معجزه ليعقوب عليه السلام أن شم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا.
85 - استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المُبَشر (فلما أن جاء البشير) هذا أول واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير، واستحباب البشارة واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة.
86 - طلب الاستغفار من الأب عند عقوقه، فإنهم عقوا أباهم فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه أو أمه؟. أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق لأن هؤلاء قالوا (يا أبانا استغفر لنا)
87 - اعترافهم بالخطأ بقولهم (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ).
88 - التماس أوقات الإجابة في الدعاء لأن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره…. قال بعض المفسرين أخر الدعاء إلى السحر، يعني سوف استغفر، ولم يُعجِل بالدعاء لعظيم جريمتهم وأراد أن يخلص لله الدعاء ويتحرى ساعة الإجابة شفقة على أولاده لعل الله أن يتجاوز عنهم.
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))
89 - إكرام الأبوين وبرهما.
لأنه أوى إليه أبويه وضمهما إلي مسكنه الخاص والباقي أنزلهم في غرف الضيوف. مثل أن يكون لك غرفة خاصة مهيئة مزينه فإذا جاء والدك أو والدتك تؤويهم في نفس المكان الذي أنت فيه؟ أم في غرفة الضيف؟
غرفة الضيف يمكن أن تكون لأي أحد لكن إذا أنزلتهم في مكانك الخاص فهذا زيادة إكرام وهذا ما يليق بالوالدين … .. والبر بهما.
90 - طمأنة الخائف (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) آمنين لا خوف عليكم.
مثل ما قال الرجل الصالح في قصة موسى (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) لأن هذا ما يحتاج إليه الشخص الخائف.
91 - (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فيها مزيد إكرام كما تقدم.
92 - (وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً) كان هذا جائز في شريعتهم ولا يجوز في شرعنا لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ) فإن شرع من كان قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ أو ينهي عنه.
¥