ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 May 2005, 05:54 م]ـ
الفرق بين اسمي الله تعالى: الرحمن والرحيم
هذان الاسمان من أسماء الله الحسنى فهو الرحمن وهو الرحيم.
والمشهور في الفرق بينهما أن الرحمن يدل على الرحمة العامة والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين، وقال بعضهم: الرحمن يعني في الدنيا والآخرة والرحيم يعني في الآخرة وهذا قريب من الذي قبله والحق أنه -سبحانه وتعالى- الرحمن الرحيم في الدنيا والآخرة.
وجاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: الرحمن الرحيم اسمان رقيقان يعني يدلان على الرحمة وهي معنًى فيه رقَّة يعني فيه الرحمة تقتضي الإحسان والإنعام والإكرام ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة؛ لأنها صفة معقولة المعنى وضد الرحمة القسوة وضد الرحمة العذاب: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ.
وفرَّق ابن القيم في الفرق بين هذين الاسمين بأن الرحمن يدل على الرحمة الذاتية والرحيم يدل على الرحمة الفعلية، الرحمة الذاتية للرب سبحانه فإنه -تعالى- لم يزل ولا يزال متصفًا بالرحمة فالرحمة من صفاته الذاتية وهو موصوف بالرحمة الفعلية التي تتعلق بها مشيئته هذه هي الرحمة الفعلية صفة فعلية يرحم مَن يشاء فلا يزال يرحم مَن يشاء كيف يشاء وتقول: لا يزال الله -سبحانه وتعالى- رحيمًا لا يزال موصوفًا بالرحمة، لم يزل ولا يزال موصوفًا بالرحمة -سبحانه وتعالى- هذا اسمان عظيمان.
[من شرح الواسطية للبراك]
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[11 May 2005, 05:56 م]ـ
ما الفرق بين الجبرية والقدرية؟
الجبرية والقدرية ضدان، القدرية يقولون: إن العبد يخلق أفعاله ويتصرف بمحض مشيئته، ولا علاقة لمشيئة الله، ولا علاقة لقدرة الله بأفعاله، هؤلاء هم القدرية النفاة.
أما الجبرية فيقولون: إن العبد لا مشيئة له، ولا قدرة له فحركاته وقيامه وقعوده كلها بمشيئة الله وبقدرة الله، ولا مشيئة للعبد ولا قدرة للعبد، فحركة الإنسان ذهابا ومجيئا وقياما وقعودا وصعودا وهبوطا، كل ذلك بغير مشيئة ولا اختيار، إنكار للحس.
فأفعال المخلوق، أفعال العبد كحركة المرتعش مثل المصاب بالرعشة بيده، المرتعش له إرادة في هز يده؟ لا، لكن أنت إذ هززت يدك تتكلم تقول: اسمعوا = هذه حركة إرادية وإلا غير إرادية؟ هذه إرادية.
وحركة المرتعش لا إرادية، وحركة النائم لا إرادية، فالجبرية يقولون: الإنسان مجبور على أفعاله؛ إذ ليس له فيها إرادة، ما له إرادة، وهذا باطل شرعا وعقلا وحسا.
وهذا يقتضي أن الإنسان إذا فعل فعلاً لا يلام؛ ولهذا يرد عليهم أهل السنة يقولون: إذا صح لكم هذا فإذا اعتدى أحد عليكم فماذا تفعلون به؟ إذا قلتم: إن الإنسان مجبور، واحتججتم بالقدر على المعاصي التي تفعلونها فإذا اعتدى شخص على واحد منهم بالضرب والأذى، هل يقبل منه أن يقول: هذا بقدر، وأنا غير مختار هل يقبل هذا منه؟ لا يمكن.
ما تستقيم ومذهبهم باطل لا يستقيم عليه أمر الدنيا ولا الآخرة، والجبرية يسمون المشركية؛ لأنهم يشبهون الذين قالوا: لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا و كل من احتج بالقدر على المعاصي فهو يجنح إلى الجبر، السارق إذا جاء وأخذناه وقلنا له: لِمَ تسرق؟ قال: هذا قدري، هذا ليس بإرادتي، هذا قدر، هل نقبل منه ذلك؟ القائل نقبل منه يحتج بالقدر، ويقول: أنا مجبور.
لا، بل نقتل القاتل عمدا، ونقطع يد السارق. كما جاء عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه احتج عليه سارق بالقدر، فقال: إنما سرقتُ بقدر الله. قال عمر: ونحن نقطع يدك بقدر الله.
[من الأسئلة أثناء شرح الواسطية للشيخ البراك]
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 May 2005, 02:05 ص]ـ
* سرد الشيخ بكر أبو زيد في كتابه " التقريب لعلوم ابن القيم" الفروق عند ابن القيم، ثم جمعها في كتاب مستقل الأخ يوسف الصالح وطبع عام 1413هـ.
وجمعها أيضا: علي بن إسماعيل القاضي وعنون لها "الفروق الشرعية واللغوية عند ابن القيم " وطبع عام 1423هـ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 May 2005, 03:17 م]ـ
لوجود الإضافات من الإخوة على الموضوع، وتوفيرا للوقت يمكن متابعة الموضوع هنا:
الفروق في أبواب الاعتقاد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=160086#post160086)