تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بهباب أسود" كقلوب هذا الصنف من المستشرقين وعقولهم) يتزوج به الرجال؟ هل رأيتم زبيبة تُزَفّ إلى رجل؟ يا ألطاف الله، أدركينى! إن الزبيبة هى هذا المستشرق الذى ليس له عندى إلا: "طول عمرك يا زبيبة، وانت فى ... العود". ثم دَعُونا من "الحُور العين"، التى يصر المستشرق الجاهل الحقود أنها لا تعنى إلا "الزبيب الأبيض"، فماذا نحن فاعلون فى الآيات الأخرى التى تذكر "العُرُب الأتراب" و"قاصرات الطَّرْف اللاتى لم يَطْمِثْهُنّ إنسٌ من قبل ولا جانّ" و" المؤمنين الذين هم وأزواجهم فى ظلالٍ على الأرائك متكئون" ... إلخ، أهذا كله زبيب أبيض؟ يا عالم، اختشوا! صحيح: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"! وهؤلاء قوم لا يستحون ولا يختشون! ومع هذا كله فلن نكتفى بما مضى، بل سنمضى خطوة أخرى ونورد هذه الأبيات من الشعر الجاهلى الذى لم يكن أصحابه ولا مستمعوه يعرفون شيئا عن الجنة ولا ضَحِكَ عليهم بن لادن ولا الدكتور الزهّار وأوهماهم أن فى الجنة سبعين حورية، أى سبعين امرأة جميلة لا سبعين زبيبة كما ينبغى أن يكون معنى الكلام، ومنها البيت الذى يقوله ابن إسرائيل اليهودى (اليهودى، لاحظ! فلا هو مسلم ولا حتى عربى، وهذا من أبلغ البراهين على كذب ما يقول المستشرق). والأبيات لابن إسرائيل وامرئ القيس وعاجبة الهمدانى وعَبِيد بن الأبرص وعمرو بن قميئة وسلامة بن جندل ومالك بن فهم الأزدى والأعسر الضَّبِّى والمرقِّش الأكبر وعرفجة بن جُنَادة على الترتيب:

وعَدَتْ بوصلٍ، والزمانُ يُسَوِّفُ * حَورَاءُ ناظِرُها حُسَامٌ مُرهَفُ

* * *

نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ * حَوراءَ حانِيَةٍ عَلى طِفلِ

* * *

فَأَسْرَعتُ الإِيابَ بِخَيرِ حالٍ * إِلى حَوراءَ خَرعَبَةٍ لَعوبِ

* * *

وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفْلَةٌ * كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ

* * *

لَها عَينُ حَوْراءَ في رَوضَةٍ * وَتَقْرُو مَعَ النَبْتِ أَرْطًى طِوالا

* * *

وَعِندَنا قينَةٌ بَيضاءُ ناعِمَةٌ * مِثلُ المَهاةِ مِنَ الحُورِ الخَراعيبِ

* * *

وَجعدةَ بنتَ حارثَة بن حَربٍ * من الحُور المُحَبَّرةِ الحِسَانِ

* * *

حُورٍ نَواعِمِ قَد لَهَوتُ بها * وَشَفَيتُ من لذّاتِها نَفسي

* * *

وفيهنَّ حُورٌ كمثلِ الظِّباء * تَقَرَّوْا بأعلى السليلِ الهَدالا

* * *

فرَوْضُ ثُوَيْرٍ عن يمينٍ رَويّةٍ * كأن لم ترَبَّعْه أوانسُ حُورُ

ومع ذلك كله هل يعتقد حقًّا هؤلاء الناس أن الشبان الاستشهاديين حين يضحّون بحياتهم إنما يضعون نُصْبَ أعينهم "الحُور العِين" (أى النساء الجميلات فعلا) بهذا المعنى الهلواسىّ كما يزعمون؟ أنا مثلا واحد من الذين يفكرون دائما فى الجنة، وكل ما أتطلع إليه هو الراحة الأبدية الشاملة والسعادة النقية المبرَّأة من الأكدار (وعلى رأس هذه الأكدار الاستعمار وجيوشه من المستشرقين والمبشرين والصحافيين الكاذبين المخادعين الضالين المضلين!). إننا لا نزعم النفور من مُتَع الجنة ومسرّاتها، لكننا نقول إن هذه المتع لا تكون حاضرة فى الذهن بالمعنى الذى يحاول هؤلاء المستشرقون أن يخيِّلوه لنا. ثم أليس مضحكا أن يسخر أولئك اللوطيون والسحاقيات من "الحُور العِين"؟ لكن ما المضحك فى الأمر، وهم ناس شَوَاذّ، والشَّوَاذّ لا يفهمون معنى الاستمتاع بالمتع الطاهرة النظيفة ولا يقدرون عليه؟ إنهم يريدونها جنة شاذة مثلهم! انظر مثلا كيف يتحدث الكتاب الذى يحمل اسم إرشاد مانجى عن فتوى أصدرتها منظمتان إنجليزيتان للُّوطيّين والسِّحاقيّات (ردًّا على ما قيل إنها فتوى كانت قد أفتت بها جماعة إسلامية فى بريطانيا بمحاكمة كاتب بريطانى ألف مسرحية صورت المسيح على أنه شاذ جنسى ووزعتها فى أنحاء المملكة المتحدة) وجاءت على النحو التالى: "ردا على الشيخ ( ... ) أصدرت مجموعتان للدفاع عن حقوق المثليين، هما " Lesbian Avengers" و" Outrage"، " فتوى شاذة" ضده. وقيل إن الفتوى حكمت على ( ... ) "بتعذيبه من خلال اللواط به دون توقف لمدة ألف عام". مسكين ذلك الشخص الذي سيتولى تعذيبه بهذه الطريقة"! بل مسكينة أنت وأمثالك من اللوطيين والسحاقيات، يا من لا تستطيعون أن تفهموا أو تستطعموا إلا لذائذ الخراء، فهنيئا لكم هذا الطبق الشهىّ الذى تجدون فيه بغيتكم كما تجد الديدانُ القذرةُ بغيتها فى الرِّمَم المنتنة!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير