ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[31 Dec 2007, 01:14 ص]ـ
صفات العالم ومؤهلاته: وما يجب أن يقوم به من دور في المجتمع:
تتفاوت مراتب العلماء وفق مجموعة من الاعتبارات، وهناك حد أدنى من الصفات ليسمى الرجل عالما ...
إن العالم الذي يتحدث في الدين يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط لا تختلف كثيرا عما اشترطه المحدثون في الرجال مثل أن يكون مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بالفسق والسخف عدلا ضابطا ثقة وما إلى ذلك ...
وعندي أنه ينبغي الأخذ بعلم الرجال وما يشترط في المفسر في كل من يتكلم في العلم وأن يتحلى بمثل الصفات الآتية:
1 - الأمانة والصدق أو أ خلاقيات العلم: عن الزهري:إن للعلم غوائل ... ومن غوائله الكذب فيه، وهو شر غوائله
2 - -العلم بالعربية:يقول الإمام مالك:"لا أوتى برجل يفسر القرآن وهو غير عالم بالعربية إلا جعلته نكالا " وهذه من المصائب التي ابتلي بها العلم في العهود الأخيرة حيث تجد الأمي الذي لايكاد يقيم جملة واحدة يفسر كلام الله تعالى ويشرح حديث رسوله عليه الصلاة والسلام
3 - المروءة والتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء" الحديث
والعلم إن لم تكتنفه شمائل * * * تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده * * * ما لم يتوج ربه بخلاق
وكان كثير من الطلبة يلازمون شيوخهم مدة بعد الطلب ليتعلموا من آدابهم ...
3 - اقتران العلم بالعمل: ويرجع أيضا إلى السير على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم.
4 - الخشية: -قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} - قال ابن كثير:" أي إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر."
5 - ترك المعاصي: قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور * * * ونور الله لا يهدى لعاصي
6 - السكينة والحلم والتواضع: عن عمر {ض}: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتواضعوا لمن تعلمون وتواضعوا لمن تعلمون منه ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلهم "
7 - إصلاح ذات البين: في السنن عنه صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال:إ صلاح ذات البين ... " الحديث
8 - - تبليغ العلم: قال تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وقال رسول الله:"بلغوا عني ولو آية " الحديث رواه البخاري وقال:"من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" رواه أبو داود والترمذي قال ابن تيمية:" فترك أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد ... " •
9 - التيسير والتبشير: لحديث:" يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " رواه الشيخان
10 - صيانة العلم وإعزازه كما قال الشاعر:
ولم أقض حق العلم إن كان كلما * * * بدا مطمع صيرته لي سلما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي * * *لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة * * * إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * * * ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا * * * محياه بالأطماع حتى تجهما
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[31 Dec 2007, 03:19 ص]ـ
الحمد لله
العالم هو الذي ظهر عليه إرث النبوة.
وكلما كان أعلم بالله كان حظه من ارث النبوة أكبر ..
وأرى أن العالم لا يظهر علمه الا وقت البلاء ..... فإن العلم ما وقر في القلب و صدقه العمل .... و العلم الخشية ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Jan 2008, 10:43 م]ـ
من المداخل الضرورية لفهم مصطلح (العالم) وعلى من يمكن إطلاقه، أن نبحث عن استعمالات لفظ العلم في القرآن الكريم، وهل هو وظيفة أو نشاط إنساني عام ينطبق على كل البشر؟ أم أنه ينطبق على البعض دون الآخر؟ ...
وقد وجدت كتابا مفيدا حول هذا الموضوع، بعنوان (العلم والإيمان) للدكتور إبراهيم أحمد عمر، والكتاب دراسة قرآنية مركزة حول المصطلحات الثلاثة: العلم، الإيمان، المعرفة، وعلاقتها بمفهومي الغيب والشهادة.
وأصل الكتاب بحث مقدم للمؤتمر العالمي الرابع للفكر الإسلامي الذي انعقد بالخرطوم سنة 1987.
وقد وضعته في المنتدى في هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10546
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Feb 2009, 12:38 ص]ـ
قال الحارث المحاسبي في رسالة المسترشدين: (اعلم أن العاقل لما صح علمه وثبت يقينه: علم أنه لا ينجيه من ربه إلا الصدق؛ فسعى في طلبه، وبحث عن أخلاق أهله رغبة في أن يحيا قبل مماته، ليستعد لدار الخلود بعد وفاته، فباع نفسه وماله من ربه حيث سمعه يقول: ? إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ?، فعلم بعد الجهل، واستغنى بعد الفقر، وأنس بعد الوحشة، وقرب بعد البعد، واستراح بعد التعب، فائتلف أمره، واجتمع همه، وصارت التقوى شعاره، والمراقبة حاله.
ألا ترى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يارك."
يحسبه الجاهل صمّيتا عييا, وحكمته أصمتته
ويحسبه الأحمق مهذارا , والنصيحة لله أنطقته
ويحسبه غنياً، والتعفف أغناه
ويحسبه فقيراً، والتواضع أدناه
لا يتعرض لما لا يعنيه
ولا يتكلف فوق ما يكفيه
ولا يأخذ ما ليس بمحتاج إليه
ولا يدع ما وكل بحفظه
الناس منه في راحه، وهو من نفسه في تعب
قد أمات بالورع حرصه، وحسم بالتقى طمعه، وأطفأ بنور العلم شهواته.
فهكذا فكن، ولمثل هؤلاء فاصحب، ولآثارهم فاتبع، وبأخلاقهم فتأدب، فهؤلاء الكنز المدفون، بائعهم بالدنيا مغبون، وهم العدة في البلاء، والتقاة من الأخلاء، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الرب لم ينسوك ? أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?.) انتهى بنصه