((كنت أتي إليه-يعني الإمام بن باز رحمه الله-قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً، وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله، وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
وفي يوم من الأيام قال لي: رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها، وقال: أوّلتُها بالجامعة الإسلامية، وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام)).
ولقد أُضيف لمكتبة الجامعة الإسلامية في عهد رئاسة المترجم الكثير من المخطوطات بلغت الخمسة آلاف مخطوطة، حيث كان يُنتدب الشيخ العلامة حماد الأنصاري –رحمه الله -لجلبها من مختلف مكتبات العالم، يقول الشيخ حماد:
((تراث السلف الذي صور للجامعة الإسلامية أغلبه في عهد الشيخ عبد المحسن العباد عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية))، ويقول أيضاً:
((جلبت للجامعة الإسلامية أثناء رحلاتي على حسابها خمسة آلاف مخطوطة، وأغلب الرحلات التي من أجل جلب المخطوطات وتصويرها، وكانت في وقت رئاسة الشيخ عبد المحسن العباد للجامعة)).
وقد كان أكثر هذه المخطوطات من كتب الحديث المسندة والعقيدة السلفية.
ولم أجد من يصور عظيم خدمة المترجم للعلم والتعليم خلال رئاسة للجامعة إلا ما قاله العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله -:
((إن الشيخ عبد المحسن العباد ينبغي أن يكتب عنه التاريخ، كان يعمل أعمالاً في الجامعة تمنيت لو أني كتبتها أو سجلتها، وقد كان يداوم في الجامعة على فترتين صباحاً ومساء بعد العصر، ومرة جئته بعد العصر بمكتبه وهو رئيس الجامعة فجلست معه ثم قلت: يا شيخ أين القهوة؟ فقال: الآن العصر ولا يوجد من يعملها، ومرة عزمت أن أسبقه في الحضور إلى الجامعة فركبت سيارة وذهبت، فلما وصلت إلى الجامعة فإذا الشيخ عبد المحسن يفتح باب الجامعة قبل كل أحد)).
وقال الشيخ حماد أيضاً: ((والشيخ عبد المحسن في الجد في العمل حدث ولا حرج)).
وقال أيضاً: ((الجامعة الإسلامية هي جامعة العباد والزايد والشيخ بن باز)).
وقد كان الشيخ سبباً في تأليف الكتاب العظيم في التوسل الذي ألفه العلامة حماد الأنصاري رداً على كتاب عبدالله الغماري (إتحاف الأذكياء في التوسل بالأنبياء والصالحين والأولياء) وكان المترجم قد أحضره معه من سفرته للمغرب.
أول رحلات الشيخ:
إن أول رحلة قام بها الشيخ العباد خارج مدينة الزلفي كانت إلى مكة المكرمة لحج بيت الله الحرام، وذلك عام 1370هـ.
وفي أواخر عام 1371هـ رحل إلى الرياض لطلب العلم في معهد الرياض العلمي.
وقد سافر الشيخ إلى المغرب.
لطائف من أقوال الشيخ:
يقول المتَرْجَم له:
((إن لدي الآن دفاتري في مختلف المراحل الدراسية بدأً من السنة الثالثة الابتدائية، وهي من أعز وأنفس ما أحتفظ به)).
ويقول:
((من أحب أعمالي إلى نفسي وأرجاه لي عند ربي حبي الجم لأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورضي الله عنهم – وبغضي الشديد لمن يبغضهم، وقد رزقني الله تعالى بنين وبنات، سميت أربعة من البنين بأسماء الخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم- بعد التسمية باسم سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم -، وسميت بعض البنات بأسماء بعض أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن - بعد التسمية باسم سيدة نساء المؤمنين –رضي الله عنها- وأسأل الله تعالى وأتوسل إليه بحبي إياهم وبغضي من يبغضهم، وأن يحشرني في زمرتهم، وأن يزيدهم فضلاً وثواباً)).
قال صاحب كتاب (علماء وأعلام وأعيان الزلفي):
((والمترجم له أيضاً يعتبر مثالاً في العلم والعمل والاستقامة في دينه، متواضعاً حليماً ذا أناة وتؤدة)).
وممن درس على الشيخ الكثير من العلماء وطلبة العلم ومنهم:
الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير
الدكتور علي ناصر فقيهي
والشيخ يوسف بن عبدالرحمن البرقاوي
والدكتور صالح السحيمي
والدكتور وصي الله عباس
والكتور عبدالرحمن الفريوائي
والشيخ الحافظ ثناء الله المدني
والدكتور باسم الجوابرة
والدكتور ناصر الشيخ
والدكتور صالح الرفاعي
والدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي.
والدكتور عبدالرحمن الرشيدان
والدكتور إبرهيم الرحيلي
والكتور مسعد الحسيني
وابنه الدكتور عبدالرزاق.
¥