تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 59): (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهمٍ). ولكن روى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبدالرحمن في (المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 1/ 39) تزوَّج حفصةَ بنت عمر وكانت قبله عند خنيسِ بن حذافة وقد شهد بدراً، وأمهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِساطاً ووسادتين وكساءً رحباً؛ يفترشانه في القيظ والشتاء نِصفَه ويلتحفان نصفَه، وإناءين أخضرين. وأولمَ عليها المهاجرون دون الأنصار وَطْبَةً (10) مأقوطة بسمْنٍ وتمْرِ عجوة، وسويقاً ملْتُوتاً. وكانت تفْخَر على عائشةَ تقول: قومي وحزبي خيرٌ من قومِكِ وحزبِكِ). وروى أيضاً من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيدٍ عن أبيهِ عن جده قال: تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حفصةَ بنت عمر في شعبانَ على رأسِ ثلاثين شهراً من الهجرةِ قبلَ أُحدٍ بشهرين).

7 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 59): (وأصدقها النجاشيُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينارٍ). وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا، ولما بلغ أبا سفيان زواجُها من النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذاك الفحلُ لا يُقرع أنفُه (11).

8 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وخطبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيها، فزوَّجه إياها وأصدقها أربعمائة درهمٍ). ولم أرَ أحداً من العلماء رووا قدرَ الوليمة التي كانت في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها لكن جاء في كتب السِّير:أنها كانت من سبايا غزوة بني المصطلق، وأتت الرسول فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنتُ الحارث بن أبي ضرار سيدُ قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخفَ عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيسٍ بن الشمَّاس، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " فهل لكِ في خيرٍ من ذلك؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال:" أقضي عنكِ كِتابتَك وأتزوجكِ". قالت: نعم يا رسول الله. قال: "لقد فعلت". قالت عائشة رضي الله عنها: فأعتق مائة أهل بيت بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، فلا أعلم امرأةً أعظمَ بركةً على قومها منها (12).

9 - صفية بنت حيي رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وتزوج رسول الله صفيةَ بنت حيي بن أخطب سباها من خيبر فاصطفاها لنفسه، وأولم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وليمةً ما فيها شحمٌ ولا لحم كان سويقاً وتمراً) وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم صنعَ حَيساً (13) في نِطَعٍ صغير (14)، وروى البخاري أيضاً من حديث أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفيةَ وتزوَّجَها وجعلَ عِتْقهَا صدَاقَها وأولَمَ عليها بحَيْسٍ (15).

10 - ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 60): (وأصدقها العباسُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أربعَمائةِ درهمٍ). تزوَّجها صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء عام 7هـ، وأراد أن يبني بها في مكة بعد انتهاء الأيام الثلاثة التي نصّ َ عليها عهدُ الحديبيةِ وقال لكفار مكة: (ما عليكم لو تركتموني فأعْرَسْتُ بين أظهركم وصنعنا لكم طعاماً فحضرتموهُ؟ فقالوا: لا حاجةَ لنا في طعامك فاخرج عنَّا) فأمر صلى الله عليه وسلم المسلمينَ بالرحيلِ وفاءً بعهده (16).

11 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها: قال ابن هشام في (السيرة النبوية 6/ 61): (وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم). وقال الزبير بن بكار في (المنتخب 1/ 41): (وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أواقٍ وأولمَ عليها جُزُوراً) (17).

* قال ابنُ هشام في (السيرة النبوية 6/ 61): (هؤلاء اللاَّتي بنَى بِهنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إحدى عشرة، فمات قبلَه منهُنَّ ثِنْتان: خديجةُ بنت خويلدٍ وزينبُ بنت خزيمةَ، وتوفي عن تسعٍ).

وعُلم مما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت وليمته وسطاً، لا فيها إسراف ولا تبذير ولا فيها بُخلٌ ولا تقصير. وفُهمَ من حديث أنسٍ أن أكبر وليمة أعدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما أولم على زينب بنت جحش وهي: شاة. وهذا آخر ما توصلت إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


1 - رواه البخاري برقم (5167).
2 - (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للإمام الشوكاني 6/ 323).
3 - قال في (مختار الصحاح 25): البَكْرُ بالفتح الفتى من الإبل والأنثى: بكرة.
4 - اتعد: على افتعل من العِدة، أي جعلوا المسجد ميعاداً للاجتماع.
5 - السويق هو: القمح أو الشعير المقلو ثم يطحن (هدي الساري 206).
6 - رقم الحديث (5168).
7 - (مصنف ابن أبي شيبة 3/ 561).
8 - المُدُّ هو: مكيال وهو رطل وثُلث عند أهل الحجاز ورطلان عند أهل العِراق (مختار الصحاح 104) قيل سُمِّي بذلك: لأنه يسع ملء كفَّي الإنسان.
9 - رقم الحديث (5172).
10 - قال في (النهاية في غريب الحديث 5/ 202): الوَطْبَة: الحَيْس يَجمع بَين التَّمْر والأقِط والسَّمْن.
11 - انظر (الطبقات الكبرى لابن سعدٍ 8/ 98 - 99) وقال في (النهاية في غريب الحديث 1/ 133): يريد هذا الكُفء الذي لا يُرَدّ نكاحُه.
12 - انظر (الاستيعاب لابن عبدالبر 4/ 1804 - 1805).
13 - الحيس هو: تمرٌ يُخلط بسمنٍ وأقِطٍ (مختار الصحاح 69) والأقط هو: لبنٌ مجفَّف يطبخ به (المختار 8).
14 - رقم الحديث (2235)، والنِّطع هو: ما يفترش من الجلود (هدي الساري 311).
15 - رقم الحديث (5169).
16 - انظر تاريخ الطبري (2/ 143).
17 - الجزور هي الإبل يقعُ على الذكر والأنثى (مختار الصحاح 43).

تحريراً في 1/ 7/1426هـ
أبو عمار المليباري

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير