تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساءوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.

أصيب بمرض نادر بعد جولة دعوية في استراليا

ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ، ودخل في حالة نادرة تعرف عند الاطباء بحالة الحجز الداخلي، بمعنى أن من يصاب بها يعي كل ما يدور حوله، ولا يفقد أية حاسة من حواسه، لكنه لا يستطيع التفاعل مع محيطه بالكلام أو الحركة، فكأنه يحجز ذلك داخل جسمه.

ومن جراء ذلك اصبح لا يستطيع تحريك كامل جسمه بداية من الرقبة، وأكرمه الله بأنه كان يستطيع أن يحرك رأسه، ولم يقفد ذاكرته أو وعيه بل ازدادا حدة.

وأضاف مدير أنه في أول اسبوع من مرضه قام ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بارسال طائرة خاصة أتت به ليعالج على نفقة الدولة في المستشفى التخصصي في الرياض، ولأنه لم يكن يستطيع أن يبلع الطعام، أجرى له الأطباء السعوديون عملية جراحية، لتوصيل انبوب تغذية بالسائل للمعدة.

كان يحاور الآخرين ويمازحهم بعينيه

كما وفروا له نظام للتخاطب جميل جدا بحيث يرى ويسمع الأحرف الانجليزية مصفوفة في خمسة صفوف، ومرقمة بطريقة سهلة جدا، يكون من خلالها الشيخ ديدات بمساعدة شخص آخر الكلمة فالجملة، وبهذه الطريقة كان يمازح زواره ويجيب على استفسارات الاطباء والممرضين من غير المسلمين.

وارتفعت معنوياته جدا لأنه أصبح يستطيع أن يعبر عن نفسه، وبعد 10 شهور استقرت حالته، ولكن الأطباء رأوا أنه لا يمكن أن يطرأ بعد ذلك أي تحسن نظرا لأن الشيخ كان قد اقترب من عمره الثمانين، فقرر العودة الى منزله في جنوب افريقيا، لادارة شئون الدعوة ومكتبه الذي أنشأه هناك.

أحس بدنو أجله قبل شهر وأخبرنا بذلك

يستطرد مدير: ظل 9 سنوات طريح الفراش على هذه الحالة، التي كانت عجيبة ومستقرة، ولم تتعرض لانتكاسة إلا في الشهر الماضي. وفي اواخر شهر يونيه وبداية يوليه حصل له شبه فشل كلوي، وكانت تعاوده بين الحين والآخر الحمى الشديدة، واحس الشيخ بقرب اجله وأخبرنا بهذا.

وقال ان الشيخ ديدات كان يطلب من أهل بيته وولده أن يقرأوا له الصحف بشكل يومي، ولم يطرأ تغيير على منهجه بشأن الهجمات التي راحت توجه للاسلام أثناء فترة مرضه، وكان دائما يوظف هذه الهجمات لصالح الدعوة، فشعاره هو اقلب الطاولة على الخصم، فلما حصلت ضجة سلمان رشدي المفتعلة لتشويه صورة الاسلام والمسلمين، قام الشيخ ديدات بشراء كتاب سلمان رشدي وقرائته كاملا، وبحسه الاعلامي الرفيع، كان يوجه الدعاة الذين تتلمذوا على يديه لمتابعة الاعلام والانخراط فيه.

واستفاد من اخطاء تعاطي المسلمين مع الأزمة، ووجد أن سلمان رشدي تطاول على الغربيين وعلى ملكة بريطانيا والبريطانيين وعلى الشعب الامريكي، فألف كتيبا صغيرا بعنوان " كيف خدع سلمان رشدي الغرب" وزع منه 7 آلاف نسخة على البريطانيين، والقى في امريكا سلسلة من المحاضرات لأن سلمان رشدي وجد دعما هناك.

وبعد هجمات 11 سبتمبر عندما تطاول قس امريكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهنا الشيخ ديدات بأن ننشر ردودا على ذلك في الصحافة الامريكية، وأن نخاطب الجهات المعنية بالدعوة لتقوم بتفنيد هذا التطاول.

وكان الشيخ ديدات قد حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الاسلام عام 1986، ومن أفضل ما كتب، تلك التي يخاطب فيها اهل الكتاب ويسألهم كيف يشتمون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبشر به في كتبهم، وكان يقول ان كتبه متاحة وليس عليها حقوق طبع وأقسم انه لو لديه الامكانيات لنشرها ووزعها كتبه مجانا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير