تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2005, 12:57 م]ـ

أخي الكريم مرهف

النتيجة التي خلص إليها الشيخ محمد أديب فيها إشكال ظاهر، ولا يظهر لي أن الاختلاف غالبه جدل كلامي، وأظهر آية تدل على الفرق هي قوله تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ? [الحج: 52]، فتأمل هذا العطف الذي يقتضي تمام المغايرة (من رسول) (ولا نبي)، وعدم الوصول إلى الفرق لا يعني عدم الفرق، وكونه كثر الكلام في الفرق بينهما بما لا يأتي أكثره بما فيه مقنع = صحيح، لكن لا يعني هذا أن الكلام فيه جدلي، وكل واحد من العلماء يتلمس الفرق، فمنهم من ظفر به، ومنهم من لم يظفر به.

والتداخل بين النبي والرسول ظاهر جدًّا، ولشد التداخل زعم من زعم أنه لا فرق بينهما، وليس ذلك بصواب بدلالة آية الحج الواضحة في التفريق، والعلم عند الله.

وهناك اكثر من اعتبار في الدلالة على معنى الرسول، منها:

1 ـ أن يكون أرسل إلى قوم كافرين.

2 ـ أن يكون نزل عليه كتاب.

3 ـ أن يكون نزل مصححًا لفساد حصل في شريعة قومه، كما هو الحال في كثير من أنبياء بني إسرائيل.

فمن كانت فيه أحد هذا الصفات فهو رسول، أما إذا كان نبيًّا برسالة من كان قبله، ولم يجدد فيها، ولا صحح انحرافات في قومه، فهو النبي.

وعلى هذا فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، والعلم عند الله تعالى.

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Nov 2005, 06:31 م]ـ

للأستاذ الدكتور/ أحمد بن ناصر آل حمد, كتاب قيمٌ اسمه: (النبي والرسول) , استوعب فيه هذه المسألة, وخلص فيها إلى ما ذكره الشيخ مساعد إجمالاً, مع شيء من التفصيل والتركيز.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Dec 2005, 09:20 م]ـ

إضافة إلى ما ذكره المشايخ الكرام أقول:

أقرب الأقوالِ في الفرْقِ بينَ النبيّ والرسول هو ما قرَّرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ قال:" فالنبيُّ هو الذي يُنبِّئُه الله، وهو يُنَبِّئُ بما نَبَّأَهُ الله فإنْ أُرسل مع ذلك إلى مَن خالف أمْرَ الله ليبلِّغه رسالةً مِن الله إليه فهو رسول وأمّا إذا كان إنّما يعمل بالشريعة قبله، ولَمْ يُرْسل هو إلى أحدٍ يبلِّغه عن الله رسالة، فهو نبيٌّ وليس بِرَسُول " ... إلى أنْ قالَ:" فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} دليلٌ على أنّ النبيَّ مُرْسَل، ولا يُسمّى رسولاً عند الإطْلاق لأنّه لَمْ يُرْسَل إلى قَوْمٍ بما لا يعرفونه بلْ كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقٌّ كَالْعَالِم.

وقال الشنقيطيُّ رحمه الله:" وآيةُ الحجّ هذه _ يعني قوله تعالى " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ " _تُبيِّنُ أنّ ما اشْتهر على ألْسِنة أهل العلم مِن أنّ النبيَّ هو مَن أُوحِيَ إليه وَحْيٌ، ولَمْ يُؤمر بتبليغه، وأنّ الرسولَ هو النبيُّ الذي أُوحِيَ إليه، وأُمِرَ بتبليغِ ما أُوحِيَ إليه غيرُ صحيحٍ لأنّ قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} يدلُّ على أنّ كلاً منهما مُرْسَل، وأنّهما مع ذلك بينهما تغايُر، واستظهر بعضهم أنّ النبيَّ الذي هو رسول أُنزل إليه كتاب وشرْعٌ مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته، وأنّ النبيَّ المرْسَل الذي هو غير الرسول، هو مَن لَمْ يُنزَّل عليه كتاب وإنّما أُوحِيَ إليه أنْ يدعو الناسَ إلى شريعة رسولٍ قبله كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يُرْسَلون ويُؤمَرون بالعمل بما في التوراة ".

وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال:" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير