فتصدَّا لهذه الفرية الخائنة الفاجرة، هذا العَلَمُ المجاهد بقلمه، وكان لا بُدَّ للنفير من أن ينفر خفافاً وثقالا، وأنْ يَنْثُلَ كنانة الحق الدامغ، ليصفع هذه الأقلام الفاجرة، والأصوات النعراء النشاز، فتُنْقَض شبههم، وتكشف فتنتهم، وتَعْرى حِيَلَهم وأباطيلهم، فقرة فقرة، وآية آية، ليعود الحق إلى نصابه، ويرجع التهافت على أهله وأصحابه، حتى لا تتداعى الأهواء الفاجرة الكافرة والمضلة، على أبناء الإسلام فتعثوا فساداً في فِطَرهم، وتقصم وحدتهم، وتؤول بدينهم إلى دين مبدَّل، وشرعٍ محرف، وركامٍ من الأهواء والنِّحَل.
لذا، كان لازاماً على العلماء أن يكبروا التكبيرة الأولى في الميدان هاتفةً بإحياء هذا الواجب الديني الجهادي الدفاعي عن الدين الإسلامي، فإلى اقتحام العقبة بالمواجهة اللسانية، والمكاشفة العلمية، على يد أهل السنة مضبوطة بمعاقد الإيمان: لسان صدقٍ ينطق بكلمة حق جهيرة، وأقلام بِرِّ جادة، ترقم صحائف الأبرار لتحطَّم صحائف الأشرار.
ألا إن السكوت عن كل مبطل وباطله، هو هنا أبطل الباطل، وخوض في باطن الإثم وظاهره،والله سبحانه يقول: ? فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ? سورة الأنفال (57)
نعم، إنهم حرَّاسُ الدِّين، وجهابذةُ الشريعة، يحمون بيضتها، ويذودون عن حياضها، بالوظيفة الربانية، ولازم هذه الوظيفة: الرَّصدُ لتحرك أي شبهة، وإثارة أي شهوة، حتى تُنْتقضَ على أهل الأهواء المضلة أهواؤهم في حملاتهم الشرسة، وهزَّاتهم العنيفة؛ ليبقى الإسلام صحيح البِنْية، على ميراث النبوة نقيَّاً صافياً، وعلى المسلمين هدياً قاصداً.
فحيَّ هلا بهذا العَلَم المجاهد لأعرفكم مَنْ هو؟
ومن يكون لتتشبهوا به، فإنَّ التشبه بالكرام فلاح.!
هو الشيخ العلاّمة، سيد المفسرين، سلوة الأنام، وحسنة بلاد الشام، ذو التصانيف النافعة، والدروس اليافعة، والخيرات الجامعة:
شيخنا الدكتور / صلاح بن عبد الفتاح الخالديحفظه الله وأطال في عمره ونفع به الإسلام والمسلمين. فاللهم آمين.
فـ (صلاحٌ): أصلح الله سريرته، فظهرت محاسنها على الجوارح، وغدت لكل رائح وسائح. صلاحه من صلاح الأولين، والتحفة الطيبين، والصلاح فلاح.
و (عبد الفتاح): شذاً فيَّاح، وغرة نجاح، ولكل خير مفتاح، ولا غرو فهو ابن عبد الفتاح.
و (الخالدي): أخلد الله ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل له لسان صدق في الآخرين. فاللهم آمين.
الشيخ الوالد صلاح: إذا ذكر العلماء العاملون، والمربون الناصحون، ودعاة الهداية المخلصون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح.
وإذا ذكر العباد الراكعون، والخاشعون الساجدون، والذاكرون السائحون .. فحيّ هلا بالشيخ صلاح.
ليت الكواكبَ كانت لي فأَنْظِمُها عُقُودَ مَدْحٍ فما أَرْضَى لكُمْ كَلِمِ
إنني أقول الآن، وأنا الابن الصغير إذ أَحْمَدُ فعل الشيخ الجليل، والمنقبة الرفيعة له، على هذا العمل المبارك الطيب، والجهد المتميز، فأقول: لئن ذكر صاحب السير (2/ 14) عن عمر، أنه قال في حق عبدالله بن حذافة السهمي رضي الله عنهما حينما أطلق سراح أسارى المسلمين في قيسارية أن من حقه على كل مسلم أن يُقبل رأسه، فإنه آن لأبي العالية أن يقول: آن لكل مسلم أن يقبل يد الشيخ صلاح ورأسه، لمَّا ذَبَّ عن كتابهم ودستورهم، كتاب ربنا جلَّ في علاه، وها أنا أبدأُ بذلك من المسلمين.
فدونكم كتابه الفذ، وصولته وجولته على أهل الكفر والضلال:
(تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن) فانعموا به، وتلذذوا بدُرَرِهِ، فما هو إلا حسنة من حسنات شيخنا الهمام، حسنة بلاد الشام. وكيف لي أن أصف هذا الجهد المبارك؟
فحتماً ولا بُدَّ أنَّ الكلمات لتقصر عن التعبير والثناء الجميل الجدير، بحق هذا الكتاب الرائع، والنفَس المجاهد المسلم الغائر على محارم الله تبارك وتعالى.
وأخيراً: وإني لأظنُّ أنَّ من حق شيخنا علينا _ معاشر المسلمين _ أن نخصه بالدعاء صباح مساء، فاللهم احفظ الشيخ صلاح، واجعل له لسان صدق في الآخرين، وأطل في عمره وأحسن عمله واختم لنا وله بخير يا رب العالمين. فهنيئاً لشيخنا العلامة _ أعلى الله ذكره _ هذا السبق والفتح المبين، ونفعنا بعلمه وفضله ولا حرمنا خيراته ونفحاته العلمية المباركة، وجعل ذلك كله في ميزان حسناته، إنه سبحانه خير مسؤول، وهو بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم والمقصر في حقكم
ابنكم
أبو العالية الجوراني
عفا الله عنه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Sep 2005, 06:32 ص]ـ
جزى الله الشيخ الجليل صلاح الخالدي خيراً على كتبه النافعة خيراً، وقد كنت قرأت في لقاءه مع مجلة الفرقان خبر تصنيفه للكتاب، فجزاك الله خيراً أخي أبا العالية على هذا الخبر والإشارة. وسؤالي: أين نجد الكتاب الآن؟ وأي دور النشر تولت نشره؟
¥