المسجد؟ قالت: نعم. أخرجه مسلم.
وصلاتهنّ في قعر بيوتهنّ خيرٌ لهنّ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلمقال: ((لا تمنَعوا نساءَكم المساجدَ، وبيوتهنّ خير لهنّ)) أخرجه أبو داود، وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله أنّه قال: ((خيرُ مساجدِ النّساء قعر بيوتهنّ)) أخرجه أحمد، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((صلاةُ المرأة في بيتها أفضل مِن صلاتِها في حجرتها، وصلاتها في مخدَعِها أفضل من صلاتها في بيتها)) أخرجه أبو داود.
أيّها المسلمون، شفاءُ العِيِّ السؤال، فاسألوا عما أشكل، واستفتوا عما أقفَل، فمن غدا بغير علمٍ يعملُ، أعماله مردودة لا تقبلُ.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانِه، والشّكر له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله الدّاعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا الله وراقِبوه، وأطيعوه ولا تعصُوه، يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:119].
أيّها المسلمون، إنّ ممّا يؤسِف الناظرَ ويُحزن الخاطِر ظاهرةً مقيتة وعادة قبيحَة سرت في صفوف بعض المسلمين، ألا وهي ظاهرة الإسراف في المآكل والمشارب في شهر رمضان المبارك، زيادة على قدر الحاجة، وإكثار على مِقدار الكفاية، نهمٌ مُعِرّ، وشرهٌ مضرٌّ، بطنةٌ مورثة للأسقام، مفسدَة للأفهام، وبطَر وأشَر، حمل الكثيرَ إلى رمي ما زاد من الأكلِ والزاد في النّفايات والزّبالات مع المهملات والقاذورات، في حين أنّ هناك أكبادًا جائعة وأُسرًا ضائعة تبحث عمّا يسدّ جوعَها ويسكِّن ظمأها.
فاتّقوا الله عبادَ الله، فما هكذا تُشكَر النعم وتستدفَع النقم، وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ?لْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ?لْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ ?لشَّيْطَـ?نُ لِرَبّهِ كَفُورًا [الإسراء:26، 27]. فتوسّطوا فالتوسُّط محمود، وأنفقوا باعتدال، ولا خيرَ في السّرف، ولا سرفَ في الخير، وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى? عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ?لْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا [الإسراء:29].
أيّها المسلمون، لكلِّ صائمٍ في كلِّ يوم وليلة دعوةٌ مستجابة، تفتَح لها أبواب الإجابة، فعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((إنّ لكلّ مسلمٍ في كلّ يوم وليلة دعوةً مستجابة)) أخرجه البزار، وعن [عبد الله بن] عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: ((إنّ للصّائم عند فطرِه لدعوةً ما تردّ)) أخرجه ابن ماجه.
فاستكثِروا مِن الدّعوات الطيّبات في شهر النّفحات، لأنفسكم وذويكم، وتوسَّلوا إلى الله بألوانِ الطّاعة، وارفَعوا أكفَّ الضّراعة، أن ينصرَ إخوانَكم المستضعفين والمشرَّدين، والمنكوبين والمأسورين، والمضطَهدين في كلّ مكان، فالأمّة تمرّ بأعتى ظروفها وأقسى أزمانها.
اللهم أنت المستعان، وعليك التّكلان، ولا حولَ ولا قوة إلا بك.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، ودمِّر أعداء الدين من اليهود والنصارى والملحدين ...
استمع الخطبة
http://www.khotab.net/sound/mad1424-08-28.ram
لتحميلها
http://www.khotab.net/sound/mad1424-08-28.rm