لم يجلس (أبو وائل) على أريكته ويصنف الناس هذا من أهل السنة، وهذا عقلاني، وهذا يخرج في سبيل الله أربعين يوماً للدعوة فهو مبتدع (!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!) وهذا من تلاميذ الشيخ فلان فهو مرجئ (!!!!) فيرد عليه الآخر يا سروري يا قطبي يا حركي ...
كما لم يطعن الصحابة الكرام فيمن أوّل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " ولم ينقسموا فسطاطين: فسطاط من قال: رأى سيدنا محمد ربه يوم الإسراء، وفسطاط من قال: من زعم أنه رآه فقد أعظم على الله الفرية.
أم ذلك ليس من العقيدة؟!
احذر أخي الحبيب ... إنه عِرض أخيك
إنه أخوك، من أهل قبلتك، من أهل قرآنك، ....
أخوك الذي أمرت بأن تكون رحيماً به " رحماء بينهم "
فتركتَ الواجب وفعلتَ المحرَّم بزعم نصرة الدين!!!
قليلاً من الورع أخي الحبيب ... ما يدريك: لعل العلواني أو القرضاوي أو الحوالي .... قال في ليلة: اللهم اغفر لي. فغفر له ... فماذا استفدت حينها!!
قليلاً من الحياء يا ((دعاة)) قليلاً من الحياء يا ورثة الأنبياء، ونِعمَ الورثة.
لماذا أقول: قليلاً من الحياء؟
أتعرف لماذا؟
لقد نقل لي الثقة عن أحد صغار الزاعمين الانتساب إلى مذهب السلف، أنه تناقش مع الشخص الذي نقل لي العبارة عنه (وهو من نفس المذهب العقدي) في مسألة ما في العقيدة فقيل له: ابن حجر العسقلاني قال في فتح الباري كذا.
فرد ذلك الصغير (سناً) بكل صلافة
ابن حجر يُعذَر بجهله
والله دمعت عيني حين سمعت بهذا، وتمنيت أن لو سمعت ذلك منه لأجيبه بما يستحق ... وكما قال أحد إخواني (في توقيعه) ليتني مت قبل أن أسمع هذا.
سألت زميله: لو لم تتعلموا من مشايخكم قلة الأدب مع العلماء، أكان تجرأ على ذلك؟! فسكت طبعاً.
غيبة، نميمة، سخرية، ضياع للوقت فيما لا يفيد ... هذا على الأقل ما جناه من يجلس ويصنف الناس، المصلين، الدعاة، المجاهدين ..
هنا المشكلة، فلماذا لا نقول رأينا الذي نرى أنه حق، من غير مصادرة لآراء إخواننا التي لديهم أدلتهم على كونها حق.
لماذا لا يخلو أي نقاش علمي (يهدف الوصول إلى الحق) بين سلفي وأشعري من الصوت العالي والسباب و و و لماذا لا نرى حواراً علمياً واحداً ... فقط حوار واحد بهدوء وعقل ... كلٌّ يأتي بدليله .. من غير تسفيه وشخصنة.
لكن مرة أخرى ... إنه حظ النفس ... حب الانتصار للنفس .. مبني على عمودَي: قلة العلم، وقلة الورع .. الورع .. الورع.
انزع ما في قلبك من غل لكل إخوانك ... كلهم ... وكِلْ أمرهم إلى أعدل العادلين، وأحكم الحاكمين .. سترى الراحة في صدرك، والنور في وجهك .. وفُسحةً في وقتك للدعوة ... وفوق كل ذاك: تيسير ومرضاة ربك، ومن ثم يضع لك القبول على الأرض.
إخوتي ... اعذروني بجهلي
ومرة أخيرة: عليك بخاصة نفسك.
اخوكم رحيم
منقول