تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تراجم النحاة]

ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:36 م]ـ

ابن مالك، جمال الدين (600 - 672 هـ، 1203 - 1274م). محمد بن عبدالله بن مالك، الطائي الجياني. صاحب ألفية ابن مالك المشهورة في النحو العربي. إمام النحاة واللغويين في عصره. وُلد في جيان بالأندلس سنة 600هـ، وأخذ العربية من غير عالم في موطنه، واستمع إلى أبي عليّ الشلوبين. ورحل إلى المشرق واستقر بحلب. ولقي ابن الحاجب وأخذ عنه. وفي حلب تتلمذ لابن يعيش وتصدر بها مدة للإقراء. وتركها واستوطن دمشق وتولى بها مشيخة المدرسة العادلية.

كان إمامًا في النحو واللغة وأشعار العرب والقراءات ورواية الحديث. وهذا مما جعله يكثر من الاستشهاد بالقرآن في مصنفاته. وإن لم يجد شاهداً يعدل إلى الحديث ويستشهد به، وكذلك يُعَدُّ أول من استكثر من الاستشهاد بالحديث النبوي في النحو العربي. وكان السهيلي وابن خروف يستشهدان بالحديث قبله، وتوسع ابن مالك بعدهما في الاستشهاد به. وقد كان يسهل عنده نظم الشعر وهذا ماجعله يخلف منظومات مختلفة في النحو والصرف منها ألفيته المشهورة التي تقع في ألف بيت، والكافية الشافية في ثلاثة آلاف بيت. ومنها المؤصّل في نظم المفصَّل للزمخشري، وتحفة المودود في المقصور والمدود.

ولابن مالك اختيارات كثيرة من مذاهب البصريين والكوفيين والبغداديين وسابقيه من الأندلسيين وآراء اجتهادية ينفرد بها. وله وراء هذه الاختيارات من مذاهب النحاة السابقين آراء كثيرة ينفرد بها. وهو دائمًا على هذا النحو يذكر الشاذ ولايقيس عليه كما يصنع الكوفيون، ولايعمد إلى تأويله، كما يصنع البصريون كثيرًا. وكان رائده دائماً السماع، فهو لايُدلي بحكم دون سماع يسنده. وكان عقله دقيقًا لم يستغله في تمثل آراء السالفين من النحاة واستنباط الآراء الجديدة فحسب، بل استغله أيضا في تحرير مباحث النحو وأبوابه ومصطلحاته، وتذليل مشاكله وصعابه.

توفي ابن مالك في دمشق، وخلف مصنفات كثيرة في العربية منها: شرح الكافية؛ التسهيل وشرحه؛ شرح الجزولية؛ إعراب مشكل صحيح البخاري؛ عمدة الحافظ وعدّة اللافظ وشرحه؛ إيجاز التعريف في علم التصريف؛ المقدمة الأسدية التي صنفها لابنه تقي الدين الأسد؛ الفوائد في النحو. وقد بلغت مصنفاته نحو ثلاثين مصنفًا بين منظوم ومنثور.

ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:37 م]ـ

ابن مُعْط (564 - 628هـ، 1168 - 1230م). يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي المغربي الحنفي زين الدين، وكنيته أبو الحسن. وقد عُرف بابن معط. وهو عالم في النحو كثير التصنيف فيه.

ولد ابن مُعط بالمغرب. وقد أغفل المؤرخون صباه الذي كان في عصر دولة الموحّدين بالمغرب. وشهدت دولة الموحدين نهضة علمية كبيرة، وطلع فيها نجم علماء عباقرة منهم السُّهيلي وابن خروف وابن عصفور وابن مضاء وابن مالك. انتشرت المدارس النحوية، وصار الطلاب ينتقلون بين المدارس يطلبون علم النحو فعم وانتشر.

لمّا أضحى المغرب العربي معجبًا بالمشرق خطر لابن معط أن يرحل إلى المشرق. وذهب إلى دمشق حيث الدولة الأيوبية التي كانت مهتمة بالعلم والأدب، وبإعداد الجيوش للدفاع عن أرض الإسلام والمسلمين. جاء ابن معط إلى هذا الجو الجديد ونشأ فيه. وتتلمذ على ابن عساكر والتاج الكندي، وكلاهما من علماء دمشق في زمان ابن معط. وأقام بدمشق واستقبله سلطانها استقبال عالم لعالم؛ فقد كان الملك عيسى بن محمد الأيوبي محبا للعلم، عالما بفقه الحنفية وبالعربية، ولذا، فقد عرف قدر ابن معط، وأكرم وفادته وولاّه النظر في مصالح المساجد. وجلس يقرئ الناس اللغة والأدب. وعندما توفي الملك عيسى الأيوبي سنة 624هـ، تولى الحكم الملك الكامل الذي كان، كسابقه، محبًا للعلم والأدب، فولاه إقراء الناس الأدب والنحو بجامع عمرو بن العاص، عندما سافر مع الملك الكامل إلى مصر. وجلس يؤدي عمله هذا إلى أن عاجله القدر ومات بمصر.

أما مؤلفاته فكثيرة، من بينها: الأَلْفيّة التي هي منظومة جمعت علم النحو والصرف، سبق بها ابن مالك في هذا الشأن، ومنها: شرح أبيات سيبويه ـ (نَظْم)؛ شرح المقدمة الجزولية لشيخه الجزولي في النحو؛ شرح الجمل في النحو للزجاجي؛ المثلث في النحو؛ نظم كتاب الجمهرة لابن دريد؛ البديع في صناعة الشعر.

ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:38 م]ـ

أبو علي الفارسي (288 - 377هـ، 900 - 987م). الحسن بن أحمد بن عبدالغفار بن سليمان الفارسي، أمه سدوسية من سدوس شيبان من ربيعة الفرَس.

اشتهر في علوم العربية، فوُصف بأنه أوحد زمانه في علم العربية، وإمام وقته في علم النحو، انتهت إليه الرياسة في هذا العلم، وكانت تُشدُّ إليه الرحال طلبًا لما عنده من علم العربية. أخذ النحو عن جماعة من أهل هذا الشأن كأبي إسحاق الزجاج، وأبي بكر بن السرَّاج وأبي بكر مَبْرَمان، وأبي بكر بن الخياط، وطوّف كثيرًا في بلاد الشام، ومضى إلى طرابلس، وأقام بحلب مدة، ثم رجع إلى بغداد بعد تطواف في أراضي الشام وفارس، وبقي بها إلى أن مات.

صنف أبو علي كتبًا حسنة لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع من تلاميذه عدد من أعلام النحو، مثل أبي الفتح عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الربعي. وكان عضد الدولة البويهي يجله ويقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو.

ولأبي علي تصانيف بديعة في النحو والصرف والقراءات، وأهم هذه الكتب: الإيضاح؛ التكملة، وقد صنفهما لعضد الدولة؛ الحجة للقراء السبعة؛ التذكرة؛ الأبيات المشكلة الإعراب؛ الإغفال، وهو مسائل أصلحها على الزجّاج؛ المقصور والممدود؛ التعليقة على كتاب سيبويه.

وكان يكتب مسائل نحوية في البلاد التي يزورها فيسمي كل كتاب باسم ذلك البلد، ولذلك نرى له كتاب المسائل الحلبية؛ المسائل البغدادية؛ المسائل الشيرازية؛ المسائل القصرية؛ المسائل الدمشقية؛ المسائل الكرمانية، وكتبًا أخرى غير ماذكر.

توفي أبو علي ببغداد وكان ذا مال، فأوصى بثلث ماله لنحاة بغداد والقادمين عليها، وماذاك إلا لحبه للنحو والنحاة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير