تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسماء الشرط وأسماء الاستفهام]

ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[23 - 02 - 2010, 07:38 م]ـ

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاما على النبي المصطفى , وعلى من سار على دربه واقتفى. أما بعد:

لعل إعراب أسماء الاستفهام والشرط من الأمور التي تشغل بال الكثير من دارسي اللغة العربية ومحبيها، وربما سبب ذلك أن القليل جدا من الكتب أفردت لها بابا لإعرابها، ويسعدني اليوم أن أقدم إعراب أسماء الاستفهام والشرط , وسأبدأ بحصر هذه الأسماء , ثم إعرابها.

أسماء الشرط:

أدوات الشرط تنقسم إلى قسمين: حروف الشرط , وهما إنْ، وإذما , وتعربا حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب, مثل قوله تعالى

{إن تمسسكم حسنة تسؤهم} أما أسماء الشرط فهي: من، ما، مهما، متى، أيان، أنى، أين، حيثما، كيفما، أي.

وهي كلها مبنية ما عدا " أي " فهي معربة لإضافتها إلى مفرد، وسأوضح ذلك بالتفصيل في موضعه.

أسماء الاستفهام:

وأسماء الاستفهام هي: من، وما، ومتى، وأيان، وأين، وكيف، وكم، وأنَّى، وأي.

أما هل و الهمزة فإنهما حروف استفهام مبنيان وتعيين حركة البناء على حسب نطقهما ,وهما لا محل لهما من الإعراب.

إعراب أسماء الشرط وأسماء الاستفهام:

(جميع أسماء الشرط والاستفهام مبنية فيحكم على ألفاظها بأنها مبنية على الحركة التي تكون على آخرها أصالة , ويحكم على محلها بحسب موقعها , ما عدا (أيا) فإنها معربة فيظهر أثر الإعراب في لفظها ومحلها.

وسأقسمهن ثلاثة أقسام مراعيا معناهن:

أ_أسماء تدل على الزمان أوالمكان , وهي: أين , أيان , أنى , متى , حيثما , وهذه كلها لا وجه لها , إلا أن تعرب بما يوافق معناها فتكون ظروفا مفعولا فيها في محل نصب مثل

(أينما تذهب أذهبْ) و (أين ولدتَ) و (متى جئتَ) وتكون متعلقة بالفعل بعدها.

وإن كان المسؤول عنه بعد الاستفهام هذه اسما , فسيضاف في إعرابها أنها خبر مقدم للمبتدأ مثل: (أين أبوك) و (متى السفر) أوللناسخ مثل (أين كان زيد).

إذن هذه الأسماء التي تدل على الزمان أو المكان يكون لها محلان في الإعراب: النصب لأنها مفعول فيه , والرفع لأنها خبر مقدم , أو أنها متعلقة بحذوف وجوبا وهو الخبر , مثل إعراب شبه الجمله , وهذه من شبه الجملة.

ب_ أسماء تدل على ذوات وحقائق يمكن الاسناد اليها وهي: من , وما , و مهما وكم وأي , فهذه تعامل معاملة الاسماء العامة المتصرفة المستجيبة للعوامل: فإن سبقت بحرف جر فهي في محل جر بذلك الحرف , مثل:

(بمن مررتَ؟) وإن سبقت باسم مضاف فهي في محل جر بالإضافة.

مثل: (غلام من جاءك) ويستحق الاسم المضاف قبلها ما يستحقه اسم الشرط أو الاستفهام. فإن كان فعل وناقص فاسم الاستفهام أو الشرط خبر مقدم له , إن لم يظهر الخبر بعد الفعل مثل (من كان أبوك؟) وإن ظهر فاسم الاستفهام أو الشرط مبتدأ , والجملة خبر عنه مثل (من كان أباك؟) فإن كان الفعل تاما أو لازما فاسم الاستفهام أو الشرط مبتدأ مثل: (من قام).

مع التنبيه أن هذه الأسماء لا تعرب مبتدا , والجملة بعدها خبرا, إلا إذا اشتملت على ضمير يربطها بالمبتدأ , وإذا خلت من ضمير يعود عليها , فإن الوجه أن تعرب هذه الأسماء مفعولا مطلقا , مثل (مهما تبر أباك فلن توفيه حقه).

وإن كان المسؤول عنه بعد أسماء الاستفهام اسما, فإن كان نكرة فاسم الاستفهام هو المبتدأ وما بعده خبر مثل (من أب لك؟) لأن المبتدأ هو المعرفة. وكذلك إن كان بعد أسماء الاستفهام جارا ومجرورا أو ظرفا

مثل: (من عندك؟) فـ (من) هنا مبتدأ.

ج_ (كيف): فإن كان بعدها فعل ناقص ناسخ أعربت في محل نصب , خبرا لها مقدم , مثل (كيف كنتَ؟) وإن كان الذي بعدها فعلا تاما أعربت حالا نحو (كيف وصلتَ؟) وقد يكون مفعولا به ثانيا مقدما ,إن كان الفعل هو (ظن) أو إحدى أخواتها في مثل: (كيف تظن لقاءنا) وقد تكون مفعولا مطلقا إن دلت على الحدث في مثل قوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) إذ المعنى: أي فعلِ فعل ربك؟ , وإن كان المسؤول عنه بعد كيف اسما أعربت هي خبرا مقدما مثل (كيف أنت؟) أما إن اتصلت بـ (ما) فهي حال دائما.)

وإن أعربنا اسم الشرط من , الذي هو يجزم فعلين فنقول مثلا:

(من تضربْ أضربْ , فمن: اسم شرط وجزم مبني على السكون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير