[لمن يعرف أسرار اللغة في القرآن الكريم والنحو فيه]
ـ[حسن علي 1]ــــــــ[20 - 02 - 2010, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا استعمل الذكر الحكيم حرف الجر اللام عوضا عن إلى في قوله تعالى بعد الفعل عاد في السور التالية بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه)
الأنعام 28
(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا)
النور 17
والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما نهوا عنه)
المجادلة 3
(ألم تر إلى الذين نُهوا عن النجوى ثم يعودون لما نُهوا عنه)
المجادلة 8
ولكم كل الشكر
حسن علي
ـ[د. منيرة]ــــــــ[23 - 02 - 2010, 10:03 م]ـ
من معاني اللام الدلالة على انتهاء الغاية مثل إلى
ـ[حسن علي 1]ــــــــ[12 - 03 - 2010, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخت د. منيرة التي أجابت باختصار عن السؤال.
أريد أن أنقل هنا رد الأديب والناقد توفيق الخطيب عن هذا السؤال ضمن تعليقه على إحدى القصائد وأرجو منكم الإدلاء برأيكم يقول الأستاذ توفيق
(وأنقل لك إضافة على ذلك قول سيبويه إذ يقول:
لإلى معنى واحد هو إنتهاء الغاية زمانا ومكانا ,واللام أقرب الحروف إليها مع أنها عارية عن انتهاء الغاية لذلك قالوا إن استعمال اللام للإنتهاء قليل , وأشهر معاني اللام التعليل ,والتحقيق أن معنى اللام هو الاختصاص وهو معنى لايفارقها وقد يصحبه معان أخرى ومنها التعليل كقولنا جئتك للإكرام.
وفي الحقيقة إن الآيات التي سقتها في معرض ردك لاتؤيد رأيك لأن معنى العود فيها يعود إلى أمر معنوي بنيما في قصيدتك كان العود إلى مكان حسي.
وفي القرآن لكريم يأتي اللفظ دقيقا جدا بحسب المعنى المراد وكذلك استعمال حروف الجر في البيان الإلهي دقيق للغاية.
فعندما يستعمل البيان الإلهي كلمة الرجوع فإنه يستخدم معها حرف الجر إلى كقوله تعالى في سورة ط الآية 86
(فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا)
الأمر إذا متعلق بمعنى عاد ففي بيتك لاتحتمل إلا معنى الرجوع إلى مكان حسي أي عاد إلى مأواه , ولكن الأمر مختلف في الآيا ت التي ذكرتها ,فمثلا في آية الظهار (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا)
قال الفراء لافرق في اللغة بين أن يقال يعودن لما قالوا وفيما قالوا وقال أبو علي الفارسي كلمة إلى واللام تتعاقبان كقوله وأوحي إلى نوح وبأن ربك أوحى لها وأما لفظة ما في قوله لما فهي بمعنى الذي والمعنى يعودون إلى الذي قالوا أو في الذي قالوا وفيه وجهان أحدهما أنه لفظة الظهار والمعنى أنهم يعودون إلى ذلك اللفظ , والوجه الثاني أن المراد لما قالوا أي القول فيه وهو الذي حرموه على أنفسهم بلفظ الظهار تنزيلا للقول منزلة القول فيه وعلى هذا معنى قوله ثم يعودون لما قالوا أي يعودون إلى شيء وذلك الشيء هو الذي قالوا فيه هذا القول , ويحتمل أن يكون المراد ثم يعودون إليه بالنقض والرفع ولإزالة ,وإلى هذا الإحتمال ذهب أكثر المجتهدين ثم اختلفوا فيه على وجوه.
أنظر كف يؤدي استعمال عبارة يعودون لما إلى عدد من التفسيرات التي يترتب عليها اختلاف الأحكام المستنبطة من الآية الكريمة.
والتفصيل فيه طويل ليس هذا موضعه والخلاصة أن استخدام حرف الجر في هذه الآية ليس مشابها لاستعمالك إياها في قولك عاد إلى مأواه التي لاتحتمل إلا معنى الرجوع إلى مكان هو المنزل.
وكذلك في باقي الآيات فمثلا في تفسير سورة (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) أثبت الحديث التالي الذي جاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في تفسير قوله تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) يقول: ولو وصل الله لهم دنيا كدنياهم التي كانوا فيها لعادوا إلى أعمال السوء التي كانوا نهوا عنها. انتهى الحديث
وهذا الحديث بحرفيته استخدم عادوا إلى أعمالهم ولكن بعد تفسير معنى الآية الكريمة.
والخلاصة يستعمل حرف الجر إلى بعد عاد عند قصد الإنتهاء إلى مكان حسي واللام عندما يكون المرجوع إليه أمرا معنويا أو يحتمل الرجوع إلى أكثر من معنى.)
انتهى الرد.
هذا هو رأي الأستاذ توفيق فما رأيكم دام فضلكم؟
حسن علي