ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 12:15 م]ـ
3 - "والنصب من قطع
مثل قولك هذا الرجل واقفا أنا ذا عالما
قال الله جل ذكره (وهذا صراط ربك مستقيما)
ومثله (فتلك بيوتهم خاوية) على القطع
ومثله (هذا بعلي شيخا) على القطع وكذلك (وله الدين واصبا)
وكذلك (وهو الحق مصدقا)
معناه وله الدين الواصب وهو الحق المصدق
وكذلك (تساقط عليك رطبا جنيا) معناه تساقط عليك الرطب الجني
فلما أسقط الألف واللام نصب على قطع الألف واللام
وقال جرير
(هذا ابن عمي في دمشق خليفة ... لو شئت ساقكم الي قطينا)
نصب خليفة على القطع من المعرفة من الألف واللام
ولو رفع على معنى هذا ابن عمي هذا خليفة لجاز
وعلى هذا المعنى يقرأ من يقرأ (وإن هذه أمتكم أمة واحدة)
فإن جعل هذا اسما وابن عمي صفته وخليفة خبره جاز الرفع
ومثل هذا قول الرفع
(من يك ذا بت فهذا بتي ... مقيظ مضيف مشتي)
(أعددته من نعجات ست ... سود جعاد من نعاج الدشت)
(من غزل أمي ونسيج بنتي ... )
رفع كله على معنى هذا بتي هذا مقيظ هذا مصيف هذا مشتي
وأما قول الشاعر النابغة
(توهمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع)
فرفع العام بالابتداء وسابع خبره
وقال أيضا
(فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع)
فرفع السم بالابتداء وناقع خبره
وأما قوله الله تبارك وتعالى في ق (هذا ما لدي عتيد) رفع عتيدا لأنه خبر نكرة كما تقول هذا شيء عتيد عندي"
أقول:
قول صاحب الكتاب:
" فلما أسقط الألف واللام نصب على قطع الألف واللام "
يدل على أنّه كوفيّ المذهب , وربّما يؤيّد هذا وجهة نظر من يقول بخطأ نسبة الكتاب للفراهيدي
والله أعلم
إذن النصب على القطع جعله صاحب الكتاب نوعا مستقلا من أنواع المنصوبات , وهو يوافق هنا الموقف الكوفي
وأمّا تعريف النصب على القطع فقد ذكرناه في نافذة أخرى هنا:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?58355- النصب-على-القطع
في المشاركة التاسعة
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 06:27 م]ـ
4 - النصب من حال
قال صاحب الكتاب:
"والنصب من الحال
قولهم أنت جالسا أحسن منك قائما أي في حال جلوسه أحسن منه في حال قيامه
قال الشاعر
(لعمري إني ورادا بعد سبعة ... لأعشى وإني صادرا لبصير)
أي في حال ورودي أعشى وحال صدري بصير
وإنما صار الحال نصبا لأن الفعل يقع فيه
تقول قدمت راكبا وانطلقت ماشيا وتكلمت قائما
وليس بمفعول في مثل قولك لبست الثوب لأن الثوب ليس بحال وقع فيه الفعل
والقيام حال وقع فيه الفعل فانتصب كانتصاب الظرف حين وقع فيه الفعل
ولو كان الحال مفعولا كالثوب لم يجز أن يعدى الانطلاق إليه لأن الانطلاق انفعال والانفعال لا يتعدى أبدا لأنك لا تقول انطلقت الرجل
والحال لا يكون إلا نكرة
والحال في المعرفة والنكرة بحالة واحدة
تقول قدم علي صاحب لي راجلا
ومنه قول الله عز و جل (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) نصب على الحال"
أقول
الحال هنا ما دلّ على هيئة ذات أو شيء عند وقوع الفعل
والحال له أحكامه المبسوطة في كتب النحو , أشار صاحب الكتاب إلى بعضها منها:
أن عامل الحال فعل , وذلك قوله:
" وإنما صار الحال نصبا لأن الفعل يقع فيه "
وأمّا قوله:
" وليس بمفعول في مثل قولك لبست الثوب لأن الثوب ليس بحال وقع فيه الفعل"
أظنّ أنّه يقصد الحال , وليس المفعول به , وإنّما سماه مفعولا هنا لأنّه مثل المفعول وقع عليه الفعل
وقوله: "
ومن أحكام الحال التي ذكرها صاحب الكتاب: "والحال لا يكون إلا نكرة"
أما عن صاحب الحال فأجاز أن يكون معرفة ونكرة كذلك " وهو قوله:
" والحال في المعرفة والنكرة بحالة واحدة
تقول قدم علي صاحب لي راجلا
ومنه قول الله عز و جل (قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا) نصب على الحال"
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 05 - 2010, 11:25 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: ناصر الدين الخطيب
جزاك الله خيرا، جهد مبارك، ومعلومات قيمة / وأكيد أن طلبة العلم قد استفادوا منها، جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 01:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
¥