تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الفرق بين الفاء السببية والتعليلية؟]

ـ[فلسطينية للابد]ــــــــ[08 - 05 - 2010, 03:04 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماالفرق بين الفاء السببية والتعليلية مع التمثيل؟؟؟؟؟؟؟؟

ـ[أبوالطّيّب]ــــــــ[08 - 05 - 2010, 05:08 م]ـ

تحية وبعد .........

إذا أردنا أن نعرف الفرق بين فاء السببية والتعليلية علينا أن ندرك الفرق بين السبب والعلة لأنّ هذا ليس مقتصرا على الفاء فهي تشمل الباء واللام أيضا من هنا أضع هنا بين أيديكم دراسة توضح الفرق بين العلة والسبب.

عند النظر في تعريف علماء اللغة لكلّ من السبب والعلة نجد أن هناك فرقاً واضحاً بينهما، ويظهر ذلك فيما يلي:

أولاً:

تعريف السبب في اللغة:

قال الرازي: (و السَّبَبُ: الحبل وكل شيء يتوصل به إلى غيره وأسْبَابُ السماء نواحيها)

وفي لسان العرب: (السبب كل شيء يُتوصل به إلى غيره، وفي نسخة: كل شيء يُتوسل به إلى شيء غيره، والجمع أسباب، وقوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} معناه: من كان يظن أن لن ينصر الله سبحانه محمداً حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظاً وهو معنى قوله تعالى: {فليمدد بسبب إلى السماء} والسبب: الحبل، والسماء: السقف)

ومن هذا نخلص إلى أن مادة السبب في لغة العرب تدور حول معنى: الواسطة والوسيلة التي يُتوصل بها إلى الشيء.

ثانياً:

تعريف العّلة في اللغة:

قال الرازي: (العَلَلُ الشرب الثاني يُقال عَلَلٌ بعد نَهَل و عَلَّهُ أي سقاه السُقية الثانية)

ومن معاني العلة: المرض، قال في لسان العرب: (والعلة: المرض، علَّ يعِلُّ، واعتلَّ أي: مرض)

وبعد تعريف كل منهما يتبين لنا أن هناك فريقاً بين المعنيين اللغويين، وقد أكّد هذا الإمام بدر الدين الزركشي بقوله: (أما اللغوي فقال أهل اللغة: السبب ما يُتوصل به إلى غيره ولو بوسائط، ومنه سُمّي الحبل سبباً، وذكروا للعلة معاني يدور القدر المشترك فيها على أنها تكون أمراً مستمداً من أمر آخر، وأمراً مؤثراً في آخر).

وكما أن هناك فرقاً في اللغة من جهة تعريف كل منهما فإن هناك فرقاً أيضاً من جهة الإطلاق والإستعمال حيث نجد أئمة النحو يفرقون بينهما فاستخدموا التعليل، والسببية بمعنيين متغايرين.

وهذا يدل دلالة واضحة على الإختلاف بينهما، ويؤكد وجود الفرق اللغوي باستعمال كل منهما.

وهذا ما أشار إليه الإمام الزركشي رحمه الله بقوله: (وقال أكثر النحاة: اللام للتعليل، ولم يقولوا للسببية، وقالوا: الباء للسببية ولم يقولوا: للتعليل، وصرح ابن مالك بأن الباء للسببية والتعليل، وهذا تصريح بأنهما غيران).

المبحث الثاني: الفرق من جهة الإصطلاح الكلامي.

المراد بهذا الفرق بيان اختلاف مصطلح السبب والعلة عند المتكلمين، وقد أشار إلى هذا الفرق الإمام بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي وغيره حيث يقول رحمه الله: (وأما الكلامي فاعلم أنهما يشتركان في توقف المسبَّب عليهما ويفترقان من وجهين: أحدهما: أن السبب ما يحصل الشيء عنده لا به، والعلة ما يحصل به.

والثاني: أن المعلول متأخر عن العلة بلا واسطة، ولا شرط يتوقف الحكم على وجوده، والسبب إنما يقتضي الحكم بواسطة أو بوسائط، ولذلك يتراخى الحكم عنها حتى توجد الشرائط وتنتفي الموانع، وأما العلة فلا يتراخى الحكم عنها إذا اشترط لها بل هي أوجبت معلولاً بالإتفاق، حكى الإتفاق إمام الحرمين والآمدي وغيرهما).الأصولي.

عند النظر في كتب الأصول فإننا نجد أن هناك خلافاً في الفرق بين السبب والعلة على ثلاثة مذاهب:

المذهب الأول:

أن العلة تعتبر من أقسام السبب، بمعنى أن السبب أعم من العلة حيث يشمل الوصف المناسب وغير المناسب وأما العلة فإنها تختص بالمناسب، ونسب هذا القول إلى الجمهور وصححه بعض المتأخرين.

المذهب الثاني:

أن السبب والعلة متفقان وهما اسمان لمسمى واحد، وهذا مذهب بعض الأصوليين.

المذهب الثالث:

أن السبب والعلة متغايران فهما وصفان متباينان، ونسب هذا القول إلى بعض الحنفية.

حيث عرفوا السبب بأنه: ما يكون طريقاً على الحكم من غير أن يضاف إليه وجوب ولا وجود ولا يعقل فيه معاني العلة.

وبناء على ذلك بأنه يمكننا التفريق بينهما بناء على المذهب الأول والثالث دون الثاني، وقد ذكر أصحاب هذين القولين أن هناك فرقاً بين السبب والعلة، ويمكن بيانه فيما يلي:

الفرق الأول:

أن بينهما عموم وخصوص من وجه، ذلك أن السبب أعم من العلة كما قدمنا في مذهب الجمهور حيث يطلق على معقول المعنى وغير معقول المعنى، وبناء على ذلك فإنه يشمل التعبديات والمعللة، فمثال إطلاق السبب على التعبديات التي لا يعقل معناها في العبادات جعل دخول الوقت سبباً في وجوب الصلاة كما في قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} حيث دلت الآية على أن دخول الوقت سبب في وجوب الصلاة.

ومثال إطلاق السبب على غير التعبديات من معقول المعنى جعل السرقة سبباً وعلة لقطع يد السارق كما في قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم}، وجعل السفر سبباً وعلة لإباحة الفطر.

الفرق الثاني:

أن السبب لا يطلق إلا على مظنة المشقة دون الحكمة إذ بالمظنة يتوصل إلى الحكم لأجل الحكمة، وأما العلة فإنها تطلق على المظنة، أي: الوصف المتضمن لحكمة الحكم كما في القتل العمد العدوان فإنه يصح أن يقال: قُتل لعلة القتل، وتارة تطلق على حكمة الحكم كالزجر الذي هو حكمة القصاص فإنه يصح أن يقال: العلة الزجر.

وهذا الفرق نقله الزركشي عن الآمدي في البحر.

************* وهناك من يستعملهما بمعنى واحد فالشيخ مصطفى الغلاييني عندما ذكر معاني حرف الجر الباء قال ومنها السببية والتعليل دون بيان للفرق بينهما ومثّل لذلك بقوله: مات بالجوع وعُرِفْنا بفلان ومنه قوله تعالى:" وكلاّ أخذنا بذنبه" و "ط فبما نقضهم ميثافهم لعنّاهم"

انتهى كلام الغلاييني

هذا والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير