[هل لا بد من تقدم الدليل؟]
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 04:58 م]ـ
السلام عليكم:
قال محمد محي الدين في أوضح المسالك:
المواضِعَ التي يَتَحَتَّمُ فيها تقديرُ جوابِ الشرطِ محذوفاً، وقد أَغْنَى عنه ما تَقَدَّمَ من الكلامِ ثلاثةُ مواضِعَ:
الموضعُ الأوَّلُ: أنْ يكونَ المتقدِّمُ جملةً اسميَّةً، نحوُ (أنتَ ظَالِمٌ إنْ آذَيْتَنِي)؛ فإنَّ تقديرَ هذا الكلامِ: أنتَ ظالِمٌ إنْ آذَيْتَنِي فأنتَ ظالِمٌ، وإنما لم يَجْعَلُوا الجملةَ المتقدِّمَةَ هي الجوابَ؛ لأنَّها جملةٌ اسميَّةٌ غيرُ مُقْتَرِنَةٌ بالفاءِ، وقد عَلِمْتَ أنَّ الجوابَ إذا كانَ جملةً اسميَّةً وَجَبَ اقْتِرَانُهُ بالفاءِ أو بإذا الفُجَائِيَّةِ أو بهما، على خِلافٍ في الأخيرِ بَيَّنَّاهُ لكَ فيما مَضَى.
المَوْضِعُ الثاني: أنْ يكونَ الكلامُ السابقُ جملةً فعليَّةً، فِعْلُها مضارِعٌ منفيٌّ بلم، وقدِ اقْتَرَنَتْ بالفاءِ، نحوُ قولِكَ: (فلم تَقُمْ بوَاجِبِكَ إنْ فَعَلْتَ هذا)، ولا يكونُ الكلامُ المتقدِّمُ هنا هو الجوابَ؛ لأنَّ اقْتِرَانَه بالفاءِ يَمْنَعُ ذلك؛ لِمَا قد عَلِمْتَ مِن أنَّ الجوابَ المنفيَّ بلم لا يَقْتَرِنُ بالفاءِ.
الموضِعُ الثالِثُ: أنْ يكونَ الكلامُ السابقُ جملةً فعليَّةً فِعْلُها مضارِعٌ مرفوعٌ، نحوُ قولِكَ: (أَقُومُ إِنْ قُمْتَ)، ولا يَصِحُّ أنْ تَجْعَلَ المضارِعُ السابقَ جوابَ الشرطِ؛ لأنَّه لو كانَ جواباً لاَنْجَزَمَ، والفرضُ أنه مرفوعٌ.
وقال ابن هشام في المغني:
حذف جملة جواب الشرط واجب إن تقدم عليه أو اكتنفه ما يدل على الجواب: فالاول نحو " هو ظالم إن فعل " والثانى نحو: هو إن فعل ظالم, (وإنا إن شاء الله لمهتدون) ومنه: والله إن جاءني زيد لاكرمنه ...
وقال ألدكتور أسعد النادري في كتابه نحو العربية:
تُحذف جملة الجواب إذا وجد ما يدل عليها سواء تقدم هذا الدال نحو: أنت ملوم إن أهملت تربية أولادك, أم تأخر عنه نحو: والله إن ذهبت لا أزورك, أم اكتنفه نحو: نحن إن شاء الله متفقون ..
السؤال: كما ترون أن محمد محيي الدين يقول: (يحذف جواب الشرط إذا أَغْنَى عنه ما تَقَدَّمَ من الكلامِ) في حين أن ابن هشام قال (سواء كانت الجملة الدالة على الجواب متقدمة أم اكتنفته) وأما النادري فقال: تحذف جملة الجواب سواء كان الدال متقدما أو متأخرا أم اكتنفه, أرجو التوضيح, لماذا اختلفوا هؤلاء الثلاثة من ناحية تقدم الدليل على الجواب أو تأخره أو اكتنافه, فأنا عندما أتيت بالمثال الذي أورده ابن هشام (والله إن جاءني زيد لاكرمنه) حاولت أن أطبقه على المواضع التي ذكرها محمد محيي الدين لم أجده يتماشى مع أي موضع ذكره ...
أرجو المساعدة أيها الإخوة بارك الله فيكم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[17 - 05 - 2010, 01:33 م]ـ
لقد أوردت أمثلة مختلفة
منها ما هو شرط وقسم ومنها ما هو قسم فقط
فأمثلة محمد محي الدين خالية من القسم
وأمثلة ابن هشام فيها ما هو خال وفيها ما اختلط بقسم
وأمثلة النادري كذلك ولذلك وقعت في الحيرة
لأن اجتماع القسم والشرط مؤذن بحذف أحد الجوابين للاكتفاء بالآخر
فمرة يكون الجواب للقسم ومرة يكون للشرط حسب ما فصله أهل العلم
وعلى ذلك ليس من خلاف هنا
دمت موفقا