37 ـ نحو قوله تعالى: {فيها عين جارية} 4.
فالشمس، والأرض، والدنيا، وعين، ألفاظ مؤنثة تأنيثا مجازيا، لعدم وجود علامة من علامات التأنيث المصاحبة للاسم المؤنث، كالتاء، والألف المقصورة، أو الممدودة، ولكنا حكمنا على تأنيثها من خلال معناها، وبإعادة الضمير المؤنث عليها، وبدلالة الإشارة المؤنث، وبوصفها وصفا مؤنثا كما في الأمثلة السابقة.
أقسام المؤنث: ـ
ينقسم الاسم المؤنث من حيث اتصاله بعلامات التأنيث، أو عدم اتصاله إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ مؤنث لفظي: هو كل اسم مذكر لحقته إحدى علامات التأنيث.
مثل: طلحة، ومعاوية، وعبيدة، وزكريا.
2 ـ مؤنث معنوي: كل اسم دل على مؤنث حقيقي ولم تلحقه علامة من علامات التأنيث. مثل: مريم، وسعاد، وهند، وزينب.
3 ـ مؤنث معنوي لفظي: هو ما دل على مؤنث حقيقي، واتصلت بع إحدى علامات التأنيث، كالتاء، أو الألف بنوعيها.
مثل: فاطمة، وخديجة، وعائشة، وليلى، وسلمى، وصحراء، وأسماء.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ لقد ذكر ابن جني بعض الأسماء المؤنثة التي لا يجوز تذكيرها نورد منها:
العين، الأذن، الكبد، الكرش، الفخذ، الساق، العقب، العضُد، الخنصر،
ـــــــــــــ
3 ـ 156 الأعراف. 4 ـ 12 الغاشية.
البنصر، الضِّلع، القدم، اليد، الرّجِل، النَّصل (1).
2 ـ هناك ألفاظ يستوي فيها التذكير والتأنيث منها:
سكين، طريق، سوق، بلد، عنق، إبط، بسر، تَمر، ثّمَر، لسان، جراد،
حمام، سلطان، سبيل، سلاح، شعير، صاع.
3 ـ هناك أيضا علامات لفظية إذا لحقت الاسم دلت على تأنيثه تأنيثا حقيقيا، وميزته عن المذكر، كالتاء المربوطة في آخر الاسم المؤنث المعنوي، والصفة المؤنثة. مثل: فاطمة، وخديجة، وباسمة، وجميلة، وخادمة، ومعلمة.
فالتاء المربوطة في أواخر الكلمات السابقة دلالة لفظية على تأنيث الأسماء، والصفات السابقة، والقطع بتأنيثها تأنيثا حقيقيا.
4 ـ ولكن هذه التاء التي اتخذتها اللغة سمة أساسية للدلالة على التأنيث الحقيقي، قد خرجت عن نطاق ما خصصت له، فنراها تلحق بعض الأسماء المذكرة.
مثل: طلحة، وعبيدة، وأسامة، ومعاوية، وحمزة.
وقد لحقت أيضا بعض الحروف. مثل: ثَمة، وثُمة، وربة.
ولكنها لم تكسبها التأنيث المعنوي، وإنما أكسبتها تأنيثا لفظيا فقط. أي أنها مؤنثة في اللفظ لا في المعنى، وهذا ما يعرف بالتأنيث اللفظي.
5 ـ كما لحقت التاء المربوطة بعض أسماء الجنس، لتمييز المفرد عن الجمع الجنسي. مثل، حمامة، وثَمَرة، وتَمْرة، ونعامة، ودجاجة، وشجرة، وخمرة. لتميزها عن جمعها وهو: حمام، وثمار، وتمر، ونعام، ودجاج، وشجر، وخمر.
6 ـ ولحقت كلمة " إمَّعة " للدلالة على الذم، وتعني التابع الذي لا رأي له.
ولحقت كلمة " علاّمة " للدلالة على المدح المفرط، وذلك للمبالغة في الاتصاف بالعلم.
ـــــــــــــــ
1 ـ المذكر والمؤنث ص 45،
وانظر المذكر والمؤنث للفراء ص73. تحقيق الدكتور / رمضان عبد التواب.
7 ـ كما تأتي التاء لتمييز بعض الجموع من أسماء الجنس. مثل: فتية، وأديرة، وقردة. من: فتى، ودير، وقرد.
8 ـ وتكون التاء للتعويض كما في تلامذة، وزنادقة، وأبالسة.
9 ـ وتكون بدلا من ياء النسب كما في: مغاربة، ودماشقة.
10 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة، واسم الهيئة. مثل: ضَرْبة، وركلة، وأكلة، بفتح فاء الكلمة على زنة " فَعلة "، وبكسرها في اسم الهيئة على زنة " فِعلة ". مثل: جِلسة الأمير، وقِفزة النمر، ومِشية المختال.
فالتاء في " ضَربة " حددت اسم المرة، وفي " جِلسة " حددت اسم الهيئة.
11 ـ وتأتي التاء عوضا عن فاء الكلمة المحذوفة. نحو: عِدة من وعد، وصلة من وصل، وجدة من وجد، وزنة من وزن، وهبة من وهب.
أو عينها. نحو: أهان إهانة، وأعان إعانة، وأدان إدانة، وأقام إقامة.
أو لامها. نحو: لغة من لغو.
¥