حكمه: أن يبقى على حاله قبل العلمية، فلا يدخله أي تغيير، لا في ترتيب الحروف، ولا في ضبطها، ويحكى على حالته الأصلية، وتقدر على آخره علامات الإعراب، وتكون حركة الإعراب مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، والمقصود بالحكاية: إيراد اللفظ بحسب ما أورده المتكلم.
نحو: جاء فتحَ الباب. ورأيت شابَ قرناها. وسلمت على جادَ الحقُ.
فـ " فتح الباب " فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشنغال المحل بحركة الحكاية.
و " شاب قرناها " مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
" وجاد الحق " اسم مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يدخل ضمن المركب الإسنادي من حيث الحكم الأسماء المركبة من حرف واسم. مثل: إنَّ الرجل. أو من حرف وفعل. مثل: لن أسافر، ولم يقم.
أو من حرفين. مثل: إنما، وربما.
فهذه الأعلام المركبة على سبيل التسمية بها ليست في حقيقتها مركبات إسنادية، لأنها غير مركبة من جمل، ولكنها تأخذ من حيث الإعراب حكم المركب الإسنادي.
2 ـ العلم المركب من موصوف وصفة. نحو: عليّ العالم، ومحمد الكريم.
فقد أعطاه العرب حكم العلم المفرد، وألحقوه به فتجري على الموصوف علامات الإعراب بحسب موقعه من الجملة ثم تتبعه الصفة.
نحو: جاء محمدُ الفاضلُ، ورأيت عليًا الكريمَ. ومررت بمحمدٍ العالمِ.
فـ " محمد الفاضل " علم مركب تركيبا إسناديا من موصوف وصفة، ولكنها أعطيت إعراب المفرد، بأن يكون للموصوف موقعه الإعرابي بحسب العوامل الداخلة عليه، ثم تتبعه الصفة كما في الأمثلة السابقة، ولكن ذلك يحدث لبسا بين الاسم المركب تركيبا إسناديا، وبين الاسم المفرد الموصوف وله نفس الموقع الإعرابي.
كأن نقول: جاء محمدٌ الفاضلُ. على اعتبار محمد فاعل، وفاضل صفة. والأفضل في المركب الإسنادي المكون من الموصوف والصفة أن يأخذ حكم المركب الإسنادي ذاته، ويعرب بحركات مقدرة منع من ظهورها الحكاية، حتى نأمن اللبس الذي تحدثنا عنه آنفا. فنعرب: جاء محمد الفاضل. كالآتي: جاء فعل ماض مبني على الفتح.
ومحمد الفاضل: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية باعتباره مركبا تركيبا إسناديا.
رابعا ـ تقسيم العلم باعتبار وضعه.
ينقسم العلم باعتبار وضعه لمعنى زائد على العلمية، أو عدمه إلى:
اسم، ولقب، وكنية.
1 ـ الاسم العلم: هو كل علم وضع للدلالة على ذات معينة، سواء أكان مفردا، أم مركبا. مثل: محمد، وأحمد، وفاطمة، ومكة، وسيبويه، وحضرموت، وجاد الحق.
2 ـ اللقب: هو كل علم يدل على ذات معينة يراد به مدح مسماه، أو ذمه، وهو ما يعرف بـ " النبر ". نحو: الرشيد، والمأمون، والأخفش، والمتنبي، والناقص، والسفاح، والعرجاء، وعلم الدين، وسيف الدولة، وشجرة الدر.
3 ـ الكنية: نوع من أنواع المركب الإضافي، إلا أنها ليست اسما، ويشترط فيها أن تبدأ بأحد الألفاظ الآتية:
أب، وأم، وابن، وبنت، وأخ، وأخت، وعم، وعمه، وخال، وخالة. نحو: أبو خالد، وأم يوسف، وابن الوليد، وبنت الصديق، وبنت زيد الأنصارية، وأخو بكر، وأخت الأنصار، وعم محمد، وعمة عليّ، وخال أحمد، وخالة يوسف.
الأحكام المتعلقة بالاسم، واللقب والكنية.
1 ـ الاسم واللقب:
وجوب الترتيب بين الاسم واللقب. فإذا اجتمع الاسم واللقب يقدم الاسم، ويؤخر اللقب، لأنه كالنعت له، سواء وجد مع الاسم كنية، أم لم يوجد.
مثاله بغير كنية: كان هارون الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين.
ومثاله مع الكنية: أبو حفص عمر الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين.
أما إذا اشتهر اللقب جاز تقديمه.
41 ـ كقوله تعالى: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله} 1.
ويجوز أن نقول: عيسى بن مريم المسيح صديق وابن صديقة.
ـــــــــــــــ
1 ـ 171 النساء.
7 ـ ومنه قول الشاعر:
أنا ابن فريقيا عمرو وجدي أبوه عامر ماء السماء
الشاهد: " فريقيا عمرو " حيث قدم اللقب على الاسم، والأصل التاخير، ولكنه قد يكون من باب الشهرة.
¥