وكما ذكرنا أن الضمير لا عمل له لا في نفسه، ولا في غيره، وكلمة " فائزون " خبر إن مرفوع. ومن هنا ذكرنا ما كان إعرابه غير بين، أي: غير واضح ما هو العمل فيه؟ وبذلك تكون المسالة قد وضحت بأن ضمير الفصل لا يعمل البتة، ولا يعمل فيه لأنه بمنزلة الحرف، ولا محل له من الإعراب، ومن أوضح الشواهد على ما ذكرنا.
171 ـ قوله تعالى: {تجدوه عند الله هو خيرا} 3.
فضمير الفصل في الآية السابقة لا محل له من الإعراب، والدليل على ذلك مجيء كلمة
" خيرا " بعده مفعولا به ثانيا للفعل " تجد "، والله أعلم.
2 ـ ويكون في بعض المواضع توكيدا لفظيا، إذا توسط بين الضمير المستتر وجوبا الواقع فاعلا لفعل الأمر وبين معطوفه.
172 ـ نحو قوله تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} 4.
وقوله تعالى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا} 5.
وقوله تعالى: {اذهب أنت وأخوك} 6.
أو بين فاعل الفعل الماضي إذا كان ضميرا متصلا وبين معطوفه.
نحو: استمعت أنا ومحمد لشرح المعلم.
ومنه قوله تعالى: {فإذا استويت أنت ومن معك} 7.
ـــــــــــ
1 ـ 58 القصص. 2 ـ 111 المؤمنون
3 ـ20 المزمل. 4 ـ 35 البقرة.
5 ـ 24 المائدة. 6 ـ 42 طه. 7 ـ 28 المؤمنون.
ضمير الشأن
هو: ضمير الغائب أو الغائبة المنفصل، أو المتصل، لا يعود على شخص معين، وإنما على الجملة التي تقع بعده سواء أكانت اسمية، أو فعلية، على النقيض من سائر الضمائر الأخرى التي تعود على الاسم الذي تقدمها.
ويأتي ضمير الشأن في أول الجملة، وتكون الجملة بعده مفسرة له، وموضحة معناه، ولها محل من الإعراب خلافا لسائر المفسرات، وقد سمي بهذه التسمية لأنه يدل على الحال، أو الحديث الذي سيدور في الجملة بعده.
نحو قوله تعالى: {قل هو الله أحد} 1.
وقوله تعالى: {قل هي مواقيت للناس} 2.
173 ـ وقوله تعالى: {سبحانه هو الواحد القهار} 3.
ـ وإذا كان الضمير مؤنثا يسمى ضمير القصة.
174 ـ نحو قوله تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار} 4.
وقوله تعالى: {فإذا هي حية تسعى} 5. ومن أمثلة اتصاله بارزا.
175 ـ قوله تعالى: {وأنه لما قام عبد الله كادوا يكونون عليه لبدا} 6.
أحكام ضمير الشأن:
1 ـ أن يأتي مبتدأ، ولا يتقدم عليه خبره، ولا يجوز حذفه، ولا يخبر عنه بالذي. 176 ـ نحو قوله تعالى: {هو الله الخالق البارئ} 7.
2 ـ أن يأتي اسما لكان أو إحدى أخواتها، أو لظن أو إحدى أخواتها، ويكون بارزا متصلا. نحو: كان هو يفعل الخير. ونحو: ظننته محمدٌ مسافرٌ.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص. 2 ـ 18 البقرة.
3 ـ 4 الزمر. 4 ـ 46 الحج.
5 ـ 20 طه. 6 ـ 19 الجن. 7 ـ 24 الحشر.
3 ـ أن يأتي اسما لـ " إنَّ أو إحدى أخواتها.
177 ـ نحو قوله تعالى: {إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 1.
وقوله تعالى: {قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر} 2.
وقوله تعالى: {إنه كان عليما قديرا} 3.
4 ـ لا بد أن يليه جملة مفسرة، تكون متأخرة عنه، ومرجعه يعود على مضمونها، ويكون لها محل من الإعراب، على خلاف الجمل المفسرة فلا محل لها من الإعراب.
5 ـ لا يأتي إلا للمفرد، أو المفردة، ولا يكون لغير المفرد من الضمائر.
6 ـ لا يكون له أي من التوابع كالعطف أو البدل أو التوكيد أو النعت، لأن المقصود منه الإبهام.
7 ـ لا يحتاج إلى ظاهر يعود عليه، بخلاف ضمير الغائب.
8 ـ لا يستعمل إلا في أمر يراد من التعظيم، والتفخيم، ولا يجوز إظهار الشأن والقصة.
9 ـ يكون مستترا في باب " كاد ".
178 ـ كقوله تعالى: {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم} 4.
10 ـ يجب حذفه مع أن المفتوحة المخففة من الثقيلة.
179 ـ نحو قوله تعالى: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} 5.
ــــــــــــــــــ
1 ـ 90 يوسف. 2 ـ 68 البقرة.
3 ـ 44 فاطر.
4 ـ 117 التوبة. 5 ـ 10 يونس.
نماذج إعرابية
115 ـ قال تعالى: {قل هو الله أحد} 1 الإخلاص.
قل: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت
هو: فيه وجهان: 1 ـ ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ. أحد: خبره مرفوع. والجملة في محل رفع خبر المبتدأ
هو.
¥