في هذا المثال نبين أن المقصود حقيقة هو الأمانة، والخيانة.
ومنه قوله تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} 3 الأنبياء.
فالمقصود حقيقة في هذا الشاهد هو " الماء ".
3 ـ " أل " الزائدة:
هي التي تدخل على المعرفة، أو النكرة، فلا تغير من تعريفها، أو تنكيرها.
مثال دخولها على المعرفة: المأمون بن الرشيد من أشهر خلفاء بني العباس.
فالكلمات: المأمون، والرشيد، والعباس، معرف قبل دخول أل عليها، لذلك لم تستفد تعريفا جديدا. ومثال دخولها على النكرة، قولهم: ادخلوا الطلاب الأول فالأول. فكلمة " أول " نكرة لأنها حال، وعندما أدخلنا هليها " أل " لم تخرجها من دائرة التنكير.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 41 التوبة. 2 ـ 4 المائدة.
2 ـ 30 الأنبياء.
أقسام " أل " الزائدة:
تنقسم أل الزائدة إلى نوعين: ـ
1 ـ أل الزائدة اللازمة: وهي التي اقترنت بالاسم منذ عرف عن العرب، ولم
تفارقه، وهذه الأسماء معرفة في أصلها، ومن ذلك بعض أسماء الأعلام. نحو: السموأل، واللات، والعزى، وبعض الظروف مثل: الآن، وبعض أسماء الموصول: كالذي، والتي، واللاتي، واللائي، واللذان، والذين.
2 ـ " أل " الزائد العارضة: وهي غير اللام التي توجد في الاسم حينا وتخلو من حينا آخر، فبعضها يضطر إليه الشعراء في أشعارهم عند الضرورة.
كقول الشاعر:
" ولقد نهيتك عن بنات الأوبر "
فأدخل الشاعر" أل " على كلمة " أوبر " مضطرا، لأن العرب عند ما تستعملها تستعملها مجردة من أل، لكونها من أعلام الجنس. نقول: بنات أوبر.
وكذلك دخولها على التمييز الذي يكون في الأصل مجردا من أل، بل لا تدخل عليه في الأصل، غير أن بعض الشعراء يدخلون أل الزائدة العارضة على التمييز ضرورة كقول الشاعر:
" صدت وطبت النفس يا قيس بن عمرو "
وكان الأصح أن يقول: وطبت نفسا، لأن " نفسا " تمييز، والتمييز على المشهور لا تلحقه أل الزائدة، ولكنها الضرورة الشعرية.
ومنه غير اضطراري، وهذا ما يلجأ إليه الشعراء، وغير الشعراء لغرض يريدون تحقيقه هو: لمح الأصل وبيانه.
نحو: العادل، والمنصور، والحسن، فهي تدل على العلمية بذاتها، وبمادتها، واعتبارها جامدة، وتدل على المعنى القديم بأل التي تشعر وتلمح إليه، والمعنى القديم لتلك الأعلام كان عبارة عن المعنى التي تؤديه هذه المشتقات قبل أن تصبه أعلام، فكلمة: عادل، ومنصور، وحسن، ونظائرها كانت عبارة عن الذات التي فعلت العدل، أو وقع عليها النصر، أو اتصفت بالحسن، ولا دخل للعلمية بها، ثم صار كل واحد منها بعد ذلك علما يدل على مسمى معين، ولا يدل على المعنى القديم السابق، وأصبحت اسما جامدا لا ينظر إلى أصله الاشتقاقي، ولا لاستعماله الأول.
رابعا ـ يجوز تعدد اسم الموصول دون أن تتعدد صلته، فإذا ورد في الجملة اسما موصول، أو أكثر يمكن أن يكتفى لها بصلة واحدة، بشرط أن تكون جملة الصلة ذات معنى مشترك بين تلك الموصولات، كما يجب أن يكون الرابط بينها مطابقا لتلك الموصولات باعتبار تعددها.
نحو: فاز بالجائزة الذي والتي هيأناهما للمسابقة.
ونحو: شارك في الرحلة الذين واللاتي ساهموا في الاشتراك.
في المثالين السابقين جاءت جملة الصلة جملة فعلية " هيأناهما، و ساهموا " وفي كل منهما لا يصح أن تكون جملة الصلة لإحدى الموصولين دون الآخر، لأن كلا من الموصولين قد اشترك في معنى جملة الصلة، كما أن الرابط يدل على التثنية في المثال الأول، وعلى الجمع في المثال الثاني، ولا يصح أن يخصص لأحدهما.
كما يجوز أن تتعدد الموصولات، وتتعدد معها جملة الصلة، فيكون لكل موصول صلته الخاصة، سواء أكانت مذكورة في الكلام، أو محذوفة جوازا، تدل عليها صلة أخرى مذكورة، بشرط أن تكون الصلة المذكورة صالحة لاسم موصول واحد دون غيره.
نحو: كافأت الذي والتي تفوقت. وشجعت اللائي والذين لم يوفقوا.
ففي كل من المثالين السابقين نلاحظ تعدد اسم الموصول، وكذلك تعدد الصلة، لأن الصلة المذكورة لا تصلح أن تكون صلة للموصولين، فهناك جملة صلة محذوفة جوازا لدلالة الصلة المذكورة عليها.
¥