تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خامسا ـ يجوز حذف الموصول الاسمي ما عدا " أل " الموصولة، وذلك إذا كان في الجملة أكثر من اسم موصول وأمن اللبس عند الحذف.

نحو: فليعلم كل من يهمل عمله ويتواكل ويتقاعس أنه سيفصل من العمل.

والتقدير: من يتواكل ومن يتقاعس. فقد حذفا اسما الموصول في بقية الكلام لدلالة اسم الموصول الأول عليهما، كما أنه لم يقع لبس في الكلام بعد حذفهما، وهذا الاسمان يقتضيهما المعنى، وإلا لفسد معنى الجملة.

سادسا ـ يجوز في الضمير العائد على اسم الموصول المشترك كـ " من "، و " ما " الإفراد مراعاة للفظ، لأن ألفاظها مفردة.

238 ـ نحو قوله تعالى: {ومن يقنت منكم لله ورسوله ويعمل صالحا} 1.

كما يجوز فيه المطابقة مراعاة للمعنى.

239 ـ نحو قوله تعالى: {ومنهم من يستمعون إليك} 2.

ـــــــــــــــــ

1 ـ 31 الأحزاب. 2 ـ 42 يونس.

الحروف المصدرية

أو ما يسمى

(بالموصولات الحرفية)

لقد أخذ عنوان هذا الموضوع الذي نحن بصدد بحثه اتجاهين قد يكونان مختلفين في الدلالة من جهة، وفي تصنيف الموضوع ذاته بالنسبة لمواضيع قواعد اللغة العربية من جهة أخرى، ولتوضيح هذا الأمر نقول: إن النحاة الأوائل، ومن تبعهم من بعض المحدثين من جانب، وبين كثير من المحدثين من جانب آخر، قد اختلفوا حول تصنيف الحروف الآتية وهي:

" أنَّ المشبهة بالفعل، وأنْ المخففة منها، وأنْ المصدرية الناصبة، وما المصدرية، ولو المسبوقة بفعل يدل على الرغبة، وهمزة التسوية "، أهي موصولات حرفية، أم حروف مصدرية عاملة فيما بعدها، أو غير عاملة، كما سنبين ذلك بالشواهد والأدلة.

أولا ـ " أنَّ " بفتح الهمزة وتشديد النون، أو تضعيفها: حرف توكيد ونصب من أخوات " إنَّ "، وقد جعلها النحاة حرفا مصدريا، لأنها مشبهة بالفعل، حيث تنسبك مع ما عملت فيه لتكون مصدرا مؤولا.

نحو: كافأت الطالب لأنه مجتهد.

240 ـ ومنه قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنَّ لهم جنات} 1. وقوله تعالى: {ليعلمون أنه الحق من ربهم} 2.

وقوله تعالى: {ذلك ليعلم أني لم أخنه} 3.

وقوله تعالى " {يحسبون أنهم يحسنون صنعا} 4.

ـــــــــــــــــ

1 ـ 25 البقرة. 2 ـ 144 البقرة.

3 ـ 52 يوسف. 4 ـ 104 الكهف.

ثانيا ـ أنْ: وهي المخففة من أنَّ المشددة " الثقيلة " المفتوحة الهمزة: وهي تعمل بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف، ولا يكون خبرها إلا جملة.

نحو: علمت أنْ محمدٌ مقصرٌ.

وتقدير الكلام: علمت أنه محمدٌ مقصرٌ.

241 ـ ومنه قوله تعالى: {أيحسب أنْ لن يقدر عليه أحد} 1.

وقوله تعالى: {وآخر دعواهم أنْ الحمد لله رب العالمين} 2.

وقوله تعالى: {وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى} 3.

وقوله تعالى: {ونعلم أنْ قد صدقتنا} 4.

ثالثا ـ أنْ المصدرية الناصبة للفعل المضارع، والمنسبكة معه في تأويل مصدر.

نحو: يسرني أن تقول الصدق. والتقدير: يسرني قولك الصدق.

242 ـ ومنه قوله تعالى: {يريد الله أن يخرجكم من أرضكم} 5.

وقوله تعالى: {يريد الله أن يخفف عنكم} 6.

وسنتحدث عن " أنْ " الناصبة للفعل في موضعه بالتفصيل إن شاء الله.

رابعا ـ كي: حرف ناصب للفعل المضارع بنفسه سواء اتصلت به اللام، أم انفصلت عنه، ما عدا بعض المذاهب النحوية التي قالت بأن " كي " حرف جر إذا انفصلت عنه اللام، والفعل بعده منصوب بأن مضمرة، والمصدر المنسبك من " أن " والفعل في محل جر بـ " كي ". غير أننا نرجح الرأي القائل بعمل " كي " النصب سواء اتلصت باللام أم انفصلت عنها، ولا داعي لجعلها حرفا من حروف

ــــــــــــــــــ

1 ـ 50 البلد. 2 ـ 10 الأعراف.

3 ـ 29 النجم. 4 ـ 113 المائدة.

5 ـ 35 الشعراء. 6 ـ 28 النساء.

الجر ما دامت لا تعمل مباشرة كغيرها من أحرف الجر.

ومثال نصبها للأفعال المضارعة: عاقبتك كي تجتهد في دراستك.

ونصحتك لكي تتفوق على زملائك.

فكي في كلا المثالين هي العاملة مباشرة في الفعل المضارع بعدها، والتقدير: لتجتهد في دراستك، ولتتفوق على زملائك.

243 ـ ومنه قوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 1.

وقوله تعالى: {لكي لا يكون عليك حرج} 2.

وقوله تعالى: (لكي لا يكون دُوَلَةَ} 3.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير