تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنه قوله تعالى: {فاصطفى البنات على البنين} 3.

وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم} 4.

ــــــــــــ

1 ـ 13 سبأ. 2 ـ 4 الطلاق.

3 ـ 153 الصافات. 4 ـ 23 النساء.

2 ـ بعض الألفاظ التي سمي بها من جمع المؤنث، وصارت أعلاما لمذكر أو لمؤنث بسبب التسمية، ولعل من أهم دواعي التسمية بجمع المؤنث، أو المذكر السالمين، أو غيره من الجموع الأخرى هو المدح، أو الذم، أو التمليح (1).

ومن هذه الألفاظ: أذرعات (2).

5 ـ قال الشاعر:

تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالِ

الشاهد " أذرعات " حيث أعربت إعراب جمع المؤنث السالم فجرت بتنوين الكسر، لأن أصلها جمع مؤنث سالم، ثم سمي بها بلد، فهو في اللفظ جمع، وفي المعنى مفرد.

ومنه: سادات، وعنايات، وسعادات، وزينبات، وعرفات، وما شابه ذلك من الأسماء المسمى بها لأسماء مفردة، ولكنها في الأصل جموع مؤنثة، فعوملت معاملة جمع المؤنث السالم في الإعراب.

إعرابه:

يعرب جمع المؤنث السالم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة، فهو من المعربات التي نابت فيها حركة عن حركة أخرى. فقد نابت الكسرة عن الفتحة في حالة النصب. ففي الرفع نقول: جاءت الطالباتُ مبكراتٍ.

فالطالبات فاعل مرفوع بالضمة، ومبكرات حال منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. 39 ـ ومنه قوله تعالى: {والمحصنات من المؤمنات} 3.

وقوله تعالى: {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره} 4.

وفي النصب نقول: إن المعلمات مخلصات.

ـــــــــــــ

1 ـ النحو الوافي ج3 ص137 هامش رقم1.

2 ـ اسم لقرية بالشام. 3 ـ 5 المائدة.

4 ـ 54 الأعراف.

المعلمات اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة.

ومنه قوله تعالى: {والذين يرمون المحصنات} 1.

المحصنات مفعول به منصوب بالكسرة، والغافلات صفة منصوبة بالكسرة.

40 ـ ومنه قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات} 2.

وفي الجر نقول: أثنيت على المربياتِ الفاضلاتِ.

41 ـ ومنه قوله تعالى: {لتخرج الناس من الظلمات} 3.

وقوله تعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} 4.

فوائد وتنبيهات:

1 ـ هناك بعض الكلمات المنتهية بالألف والتاء، ولكنها في حقيقتها ليست جمعا مؤنثا سالما، إما لكون الألف فيها أصلية. نحو: قضاة، وغزاة.

أو لأن التاء فيها أصلية. نحو: أقوات وأبيات.

وهذه الكلمات عبارة عن جموع تكسير، ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة. نقول: جاء القضاةُ. إن القضاةَ عادلون. وسلمت على القضاةِ.

ونقول: هذه أبيات شعرية جميلة. وقرأت أبياتا شعرية جميلة.

42 ـ ومنه قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 5.

" فأمواتا " خبر كان منصوبة بالفتحة، لأنها جمع تكسير والتاء فيه أصلية، وليست جمع مؤنث سالما.

ومنه قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} 6.

2 ـ يجوز في الأسماء المسماة بجمع المؤنث السالم، والتي ذكرناها في موضعها، ثلاثة أنواع من الإعراب:

ــــــــــــــــ

1 ـ 5 المائدة. 2 ـ 5 المائدة.

3 ـ 11 البروج. 4 ـ 1 إبراهيم.

5 ـ 4 الحجرات. 6 ـ 28 البقرة.

أ ـ النوع الأول وهو أصحها: أن يعرب الاسم كما كان عليه قبل التسمية، فيرفع بالضمة مع التنوين، لأن التنوين للمقابلة. نحو: هذه عناياتٌ.

وينصب ويجر بالكسرة مع التنوين، نحو: رأيت عناياتٍ، ومررت بعناياتٍ.

ب ـ النوع الثاني: أن يعرب الاسم رفعا بالضمة، ونصبا وجرا بالكسرة بدون

تنوين. نحو: هذه عرفاتُ. وزرت عرفاتِ. ووقفت في عرفاتِ.

ج ـ النوع الثالث: أن يعرب الاسم إعراب الممنوع من الصرف، فيرفع بالضمة بدون تنوين، وينصب ويجر بالفتحة.

نحو: هذه أذرعاتُ. وسكنت أذرعاتَ. ورحلت إلى أذرعاتَ.

وأرى أن هذا النوع من الإعراب حسن أيضا، إلى اعتبار استعمال هذه الأسماء مفردة مؤنثة.

3 ـ لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن " فَعْلاء " مؤنث " أفعل " جمع مؤنث سالما، وإنما تجمع جمع تكسير.

فنقول في جمع حمراء مؤنث أحمر: حُمْر، ولا نقول: حمراوات.

وفي خضراء مؤنث أخضر: خُضْر، ولا نقول: خضراوات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير