فإن كان مفعول بمعنى مفعول، نحو: دابة ركوب، أي: مركوبة، أو كان فعيل بمعنى فاعل، نحو: أليم بمعنى مؤلم، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث.
نقول: عذاب أليم، وحادثة مؤلمة.
كما لا يستوي التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف.
نقول: هذا صبور وصبورة. ورأيت جريحا وجريحة.
2 ـ جمعت الصفة التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا.
كأسود وسوداء، وأصفر وصفراء.
7 ـ ومنه قول حكيم بن عياش:
فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ
الشاهد قوله: أسودين، وأحمرين، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا، لأن مفرد كل منهما: أسود، وأحمر، ومؤنثها: سوداء، وحمراء.
والصواب أن يجمعا جمع تكسير، فنقول: سُود، وحُمر.
3 ـ بعض العرب يعرب كلمة " سنين " بالحركات الظاهرة، على النون، شريطة أن تلازمها الياء، ويجرونها مجرى " حين "، ويعتبرون تلك النون الزائدة كأنها من أصل الكلمة، كما هي أصلية في كلمة " مسكين "، فيثبتون النون مع الإضافة.
8 ـ كقول الصمة بن عبد الله:
دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
الشاهد قوله " سنينه "، حيث نصبه بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه اسم إن، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه، ولو أن " سنين " ملحقة بجمع المذكر السالم لوجب حذف نونها عند الإضافة، وهذا الإعراب غير مطرد، وهو مقصور على السماع، ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى الروايتين: " اللهم اجعلها علينا سنينًا كسنينَ يوسف ".
والرواية الثانية " اللهم اجعلها سنينَ ــ بلا تنوين ــ كسني يوسف " بحذف النون للإضافة. ففي الرواية الأولى أعربت " سنين " بالحركات الظاهرة على النون، وفي الرواية الثانية أعربت إعراب جمع المذكر السالم.
4 ـ ذكر صاحب الألفية أن فتح نون المثنى ككسر نون الجمع في القلة، لكن الأمر ليس كذلك، وإنما ما أجمع عليه النحويون أن فتحها في التثنية لغة، وكسرها في الجمع شاذ، وليس لغة.
5 ـ أجاز الكوفيون جمع العلم المختوم بتاء التأنيث، كطلحة، وحمزة، ومعاوية، وعبيدة جمع مذكر سالما، بعد حذف التاء التي في مفرده.
فيقولون: جاء الطلحون، ورأيت الحمزين، وسلمت على المعاوين.
لأن هذه التاء في تقدير الانفصال، بدليل سقوطها في جمع المؤنث السالم، كطلحات، وحمزات، ومعاويات، وعبيدات.
6 ـ يجمع النحويون على جواز جمع العلم المذكر المختوم بألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة جمعا مذكرا سالما. فلو سمينا رجلا بـ " خضراء "، أو بـ " ذكرى " جاز جمعه جمع مذكر سالما. فنقول: خضراوون، وذكراوون.
ومما هو متعارف عليه أن المختوم بألف التأنيث، أشد تمكنا في التأنيث من المختوم بالتاء، وإذا جوزنا جمع المختوم بالألف، فجواز المختوم بالتاء أولى.
7 ـ يجوز في اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما، فلو صغرنا " رجل " لقلنا " رجيل "، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون، فنقول: رجيلون.
والعلة في جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا.
وكذلك الاسم المنسوب، نحو: مصري، وسعودي، وسوري، وفلسطيني، يجوز جمعه بالواو والنون. نقول: مصريون، وسعوديون، وسوريون، وفلسطينيون.
8 ـ إذا سمي بجمع المذكر السالم، نحو: عابدون، وحمدون، وخلدون، وزيدون، وهي في الأصل أسماء مفردة، ولحقتها علامة الحمع " الواو والنون " في حالة الرفع، يجوز جمعها لدخولها في العلمية، وانسلاخها عن معنى الجمع، ولكن جمعها مرة أخرى لا يكون بصورة
مباشرة، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية علامة جمع المذكر السالم مرة أخرى، فلا يصح أن نقول: عابدونون، وخلدونون، ولكن يجوز الجمع بواسطة. وهو استعمال كلمة " ذوو " في حالة الرفع قبل الجمع السالم المسمى به، والمراد جمعه مرة أخرى، ويقع الإعراب على كلمة " ذوو " في حالة الرفع، و " ذوي " نصبا وجرا.
نحو: جاء ذوو عابدين، وصافحت ذوي خلدين، ومررت بذوي زيدين.
ويلاحظ أن الجمع المسمى به يعرب مضافا إليه في كل الحالات.
9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن يعرب إعرابه.
نحو: جاء زيدون. وكافأت حمدين. وأثنيت على عابدين.
¥