نقول: سيبويهِ نحوي مشهور، وصافحت خمارويهِ، والتقيت بنفطويهِ.
فهو في جميع إعراباته الثلاثة مبني على الكسر، ومقدر فيه علامات الإعراب الثلاثة رفعا، ونصبا، وجرا.
ثانيا ـ الصفات الممنوعة من الصرف لعلتين:
1 ـ كل صفة على وزن " أفعل " بشرط ألا تلحقها تاء التأنيث، ولا يكون الوصف فيها عارضا. ومثال ما اجتمع فيه الشرطان السابقان قولنا:
أحمر، وأصفر، وأبيض، وأسود، وأخضر، وأفضل، وأعرج، وأعور، وأكتع، وأحسن، وأفضل، وأجمل، وأقبح. نحو: هذا وردٌ أبيضُ، وأهداني صديقي وردا أبيضَ، ومحمد ليس بأفضلَ من أخيه.
70 ـ ومنه قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} 1.
أما ما كان صفة على وزن أفعل، ولحقته تاء التأنيث فلا يمنع من الصرف.
نحو: أرمل، ومؤنثه أرملة. وأربع، ومؤنثها أربعة.
فلا نقول: مررت برجل أرملَ. ولا ذهبت مع نسوة أربعَ.
بالجر بالفتحة لعدم منعهما من الصرف. ولكن نصرفهما لعدم توفر الشروط الآنفة
ــــــــــــ
1 ـ 86 النساء.
الذكر في الصفة الممنوعة من الصرف على وزن " أفعل ".
فنقول: مررت برجل أرملٍ، وذهبت مع نسوة أربعٍ. بالتنوين والجر بالكسرة.
وكذلك إذا كانت الصفة عارضة، غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: أرنب، صفة لرجل. فلا نقول: سلمت على رجل أرنبَ. بجر " أرنب " بالفتحة، ولكن نقول: سلمت على رجل أرنبٍ. بجره بالكسرة مع التنوين.
2 ـ الصفة المنتهية بألف ونون زائدتين، بشرط ألا يدخل مؤنثها تاء التأنيث، ولا تكون الوصفية فيها عارضة غير أصلية. نحو: ريان، وجوعان، وغضبان،
وعطشان، وسكران. نقول: عطفت على حيوان عطشانَ.
71 ـ ومنه قوله تعالى: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} 1.
أما إذا كانت الصفة على وزن فعلان مما تلحق مؤنثه تاء التأنيث، فلا يمنع من الصرف. مثل: سيفان صفة للطويل، ومؤنثه سيفانة. وصيحان ومؤنثها صيحانة.
وندمان ومؤنثها ندمانة. وسخنان وسخنانة. وموتان وموتانة. وعلان وعلانة.
فلا نقول: مررت برجل سيفانَ. بالجر بالفتحة.
ولكن نقول: مررت برجل سيفانٍ. بجر بالكسرة مع التنوين.
وكذلك إذا كانت صفة فعلان عارضة غير أصلية فلا تمنع من الصرف.
نحو: سلمت على رجل صفوانٍ قلبه.
فكلمة " صفوان " صفة عارضة غير أصلية بمعنى " شجاع " لذلك وجب جرها بالكسرة مع التنوين.
3 ـ الصفة المعدولة عن صيغة أخرى، وذلك في موضعين:
أ ـ الصفة المعدولة عن " فُعَال، ومَفعَل " من الأعداد العشرة الأول وهي:
أُحاد وموحد، وثُناء ومثنى، وثُلاث وثلث، ورُباع ومربع. إلى: عُشار ومعشر.
والعدل إنما هو تحويل الصفات السابقة عن صيغها الأصلية، وهو تكرير العدد
ــــــــــ
1 ــ 86 طه.
مرتين إلى صيغة " فُعال ومَفعل ".
فإذا قلنا: جاء الطلبة أُحاد، أو موحد. كان أصلها التي تم العدل عنه:
جاء الطلبة واحدا واحدا. ووزعنا التلاميذ على لجان الاختبار عشرة عشرة.
72 ـ ومنه قوله تعالى: {جاعلِ الملائكةِ رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} 1
ب ـ الصفة المعدولة عن صيغة " آخر " إلى " أُخَر " على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين. وهي وصف لجمع المؤنث.
نحو: وصلتني رسائلُ أُخرُ. وأرسلت برسائل أُخرَ.
73 ـ ومنه قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر} 2
فـ " أُخر " جمع " أُخرى " مؤنث " آخر " وهو اسم تفضيل على وزن " أفعل " وأصله " أأخر "، إذ القياس فيه أن يقال: قرأت رسائل آخر.
كما يقال: قرأت رسائل أفضل. بإفراد اسم التفضيل وتذكيره لتجرده من " أل " والإضافة، لذلك كان جمعه في قولنا: قرأت رسائل أُخر، إخراجا له عن صيغته الأصلية، وهذا هو المقصود بالعدل.
ثالثا ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين:
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة.
نحو: سلمى، وذكرى، وليلى، ودنيا، ورضوى، وحبلى، ونجوى.
74 ـ ومنه قوله تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} 3.
وقوله تعالى: {ونزلنا عليكم المن والسلوى} 4.
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة، نحو: ذكرى، نقول: له في خاطري ذكرة حسنة.
ــــــــــــــــ
¥