1 ـ 1 فاطر. 2 ـ 184 البقرة.
3 ـ 69 هود. 4 ـ 80 طه.
أو معرفة، نحو: ليلى، ورضوى. نقول: مررت برضوى.
أو مفردا كما مثلنا، أو جمع تكسير، نحو: جرحى، وقتلى.
نقول: سقط في المعركة كثير من الجرحى.
أو صفة، نحو: حبلى، نقول: وفروا للحبلى قسطا من الراحة.
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة، وقد سدت هذه العلة مسد علتين.
العلة الأولى: مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث.
والثانية: لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة.
2 ـ الاسم، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة، نحو: صحراء. نقول: مررت بصحراء قاحلة.
أو الأسماء المعرفة، نحو: زكرياء، نقول: سلمت على زكرياء.
أو الاسم المجموع، نحو: شعراء، وأصدقاء، نحو: استمعت إلى شعراء فحول.
أو الوصف المفرد، نحو: حمراء، وبيضاء.
75 ـ نحو قوله تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} 1.
وقوله تعالى: {يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين} 2.
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم، فإنه لا يصح انفكاكها عنه، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث.
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة، أو المقصورة فهو غير مصروف،
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص. 2 ـ 46 الصافات.
معرفة كان أو نكرة، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط؟ قيل: هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1).
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة.
نحو: خضراء، وبيداء، وهوجاء.
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف.
نحو: هواء، وسماء، ودعاء، ورجاء، ومواء، وعواء، وغيرها، نقول: هذا هواءٌ بارد. بتنوين هواء تنوين رفع.
ونقول: رأيت سماءً صافية. بتنوين سماء تنوين نصب.
ونقول: غضبت من عواءٍ مزعج. بجر عواء وتنوينها بالكسر.
أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس.
76 ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ} 2.
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف:
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة، وهي اسم جمع لـ " شيء "، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف.
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء، وإن أصلها " أشيئاء "، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا.
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء ": " أفعال "، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في
ــــــــــــــ
1 ـ الأصول في النحو ج2 ص83.
2 ـ 101 المائدة.
آخره ألف التأنيث.
وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف "، و" ثوب "، وجميعها تجمع على " أفعال ". أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي.
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا، وإلا لوجب منع نظائرها نحو: أفياء، وأنواء، وأحياء، وأضواء، وأعباء. 77 ـ قال تعالى: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا} 1.
فأحياء غير ممنوعة من الصرف.
ونستخلص مما سبق:
1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث.
2 ـ لزومها للكلمة، فهي لا تتغير من أخرها، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة.
¥