والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له، والتقدير: والله لئن اتبعت ... الآية.
3 ـ يجب حذف جواب الشرط، إذا كان فعل الشرط ماضيا، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف. نحو: أنت تستحق الجائزة إن تفوقت.
والتقدير: إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة.
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن.
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم ... الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أ رأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ". والتقدير: أكفر عنك خطاياك.
* جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا: ـ
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل.
نحو: من ساعدك فساعده وإلا فلا. فقد حذف فعل الشرط وجوابه.
ــــــــــــــــ
1 ــ 37 الرعد.
والتقدير: وإن لم يساعدك فلا تساعده.
ومنه قول الشاعر:
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانـ فقيرا معدما، قالت: وإن
الشاهد قوله: وإن كان فقيرا معدما ارتضي به. فانحذف الفعل والجواب معا.
* اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة: ــ
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة، فالجواب للشرط من باب أولى، وهذا هو الصحيح. نحو: إن تحضر إلينا ـ والله ـ نكرمك.
فالجواب: نكرمك، يكون للشرط مجزوما.
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم، ولكن تقدم عليها مبتدأ، يكون الشرط والقسم خبرا له. نحو: أنت والله إن تجتهد تتفوق.
فالجواب: تتفوق، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر.
ومنه: العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية.
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم. نحو: والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله.
الجواب: لتنجحن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل اتصال الفعل بلام القسم، وتوكيده بالنون، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما.
ومنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 1.
الجواب: ليخرجن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل: اتصاله بلام القسم، وتوكيده بالنون.
ـــــــــــــــــ
1 ــ 53 النور.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لَتُردِين} 1.
وقوله تعالى: {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} 2.
وقوله تعالى: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين} 3.
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط، وجملة جوابه، كما يتوقف الجواب على الشرط، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب.
لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما: فعل الشرط، وجواب الشرط، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط.
وهذه الصور هي:
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا، وجوابه مضارعا.
نحو: من يدرس ينجح.
ومنه قوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل} 4.
وقوله تعالى: {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} 5.
وقوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 6.
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا.
نحو قوله تعالى: {لو نشأ لجعلناه حطاما} 7.
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 56 الصافات. 2 ــ 7 إبراهيم.
3 ــ 116 الشعراء. 4 ــ 161 آل عمران.
5 ــ 100 آل عمران. 6 ــ 123 النساء.
7 ــ 65 الواقعة.
وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 1.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا.
نحو: إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم.
ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} 2.
وقوله تعالى: {إن شاء جعل لكم خيرا} 3.
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا.
¥