تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نحو: حيثما أقمت تجد أصدقاء.

ومنه قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} 4.

وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم} 5.

يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا، إما مضارعة، وإما ماضية، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط، للأسباب الآتية: ـ

1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة.

2 ـ لم تكن أفعالا طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.

3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما، أو لن.

4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح، كالسين، وسوف، ولن.

5 ــ لم تكن جملا اسمية.

وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط، ومتى لا يكون صالحا له. وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون

ـــــــــــــــــــــــ

1 ــ 115 البقرة. 2 ــ 7 الإسراء.

3 ــ 10 الفرقان. 4 ــ 20 الشورى.

5 ــ 15 هود.

جوابا للشرط، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في لقائمة السابقة، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة، والفاء حرف يدل على السببية، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه.

وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء: ـ

1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية.

نحو: إن تدرس فالنجاح حليفك.

ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 1.

وقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} 2.

وقوله تعالى: {وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} 3.

وقوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} 4.

وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 5.

ومنه قول الشاعر:

إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن

الشاهد: فربَّ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء.

2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد، والفعل الجامد هو ما كان دائما على صورة الماضي، فلا يؤخذ منه مضارع، ولا أمر، ومنه: نعم، وبئس، وعسى، وليس. نحو: إن تحضر فنعم بحضورك.

ومنه قوله تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} 6.

وقوله تعالى: {فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين} 7.

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 178 الأعراف. 2 ــ 89 النمل.

3 ــ 39 الروم. 4 ــ 37 النحل.

5 ــ 186 الأعراف. 6 ــ 271 البقرة. 7 ــ 67 القصص.

وقوله تعالى: {فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا} 1.

وقوله تعالى: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} 2.

3 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.

نحو: متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر.

ونحو: إن ترد الأجر فلا تهمل العمل.

ونحو: أيان نزرك فهل تكن موجودا؟

ومنه قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} 3.

وقوله تعالى: {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه} 4.

وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} 5.

وقوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} 6.

وقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} 7.

ومثال النهي: من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا.

ومنه قوله تعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} 8.

ومثال الاستفهام: متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا.

ومنه قوله تعالى: {وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده} 9.

4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما، أو لن، أو لا ".

نحو: من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل.

ــــــــــــــــــــــ

1 ــ 19 النساء. 2 ــ 28 آل عمران.

3 ــ 178 الأعراف. 4 ــ 41 المائدة.

5 ــ 31 آل عمران. 6 ــ 75 مريم.

7 ــ 59 النساء. 8 ــ 76 الكهف.

9 ــ 160 آل عمران.

ومنه قوله تعالى: {إن توليتم فما سألتكم من أجر} 1.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير