ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل.
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 1.
ومنه قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} 2.
وقوله تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} 3.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء ".
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية، في محل جر مضاف إليه. أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط.
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما، وبدون عاطف للثاني على الأول، فإن جواب الشرط للأداة الأولى.
كقوله تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 4.
ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.
إن تستغيثوا بنا، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا "، وهو جواب للشرط الأول: أن تستغيثوا، لأنه صاحب الصدارة في الكلام، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني، ولأن الشرط الثاني: إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر.
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو "، أو بـ " أو "، أو بـ " الفاء " كون القول كالتالي:
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 23 يونس. 2 ــ 36 الروم.
3 ــ 48 الروم. 4 ـ 34 هود.
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته، وكان حرف العطف هو " الواو "، يكون الجواب للفعلين معا، لأن الواو تفيد الجمع.
نحو: من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر.
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو "، الجواب لأحدهما، لأن أو تفيد التخيير.
نحو: إن تشترك في إعداد الصحيفة، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة.
فالجواب: تنل جائزة، يكون لأي الفعلين شئت.
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب.
نحو: متى تبذل جهدك، فإن تجتهد تنجح في الامتحان.
فالجواب: تنجح، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني، لأن الفاء تفيد الترتيب.
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة، أو غير جازمة.
ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة:
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله: " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1).
ويقول سيبويه وكثير: " يجازي بها معنى لا عملا، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى. نحو: كيف تصنع أصنع.
ولا يجوز كيف تجلس أذهب. باتفاق.
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2، ص 117.
ويستطرد سيبويه فيقول: سألت الخليل عن قوله: كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال: هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم: كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1).
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2).
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3)، ولا في شذور الذهب (4).
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5، 6، 7، 8).
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9).
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10).
ونقول وبالله التوفيق: إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
¥