تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بينما نحن بالبلاكت فالقا ع سراعا والعيش تهوي هويَّا

الساهد قوله: بينما نحن، فقد زيد " ما " بعد " بين " فكفتها عن العمل، والأصل في الظرف أن يجر ما بعده من الأسماء بالإضافة، فزيادة " ما " أبطل هذا العمل، وجاء بعدها جملة ابتدائية.

وزيادتها على الفعل نحو: قلما، وطالما.

وهي حينئذ تكفه عن العمل، وتجعله صالحا لدخوله على فعل آخر.

نحو: قلما أحضرُ، وطالما انتظرتُ.

ودخولها على الفعل تجعله كالحرف، فيستغي عن الفاعل، لتهيئته للدخول على فعل أخر، وهذا ممتنع في الأفعال في غير هذا الموضع.

وتزاد على الحر الحرف فتكفه عن العمل من ناحية، وتهيئه للدخول على ما لم يدخل عليه قبل الكف من ناحية أخرى.

مثال الأول: كأنما عليٌّ أسد، ولعلما محمدٌ قادم.

181 ـ ومنه قوله تعالى: {إنما إلهكم إله واحد} 2.

وقوله تعالى: {إنما أنت مذكر} 3.

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 77 هود. 2، 3 ـ 21 الغاشية.

182 ـ ومثال الثاني قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} 1

وقوله تعالى: {كأنما يساقون إلى الموت} 2.

وقوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} 3.

2 ـ زائدة مؤكدة غير كافة، وهي نوعان:

أ ـ أن تكون عوض عن محذوف. نحو: أمَّا أنت قائما قمت معك.

ومنه قول الشاعر:

أبا خراشة أمَّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبُعُ

الشاهد قوله: أما أنت " فأما ": هي " أن " زيدت إليها " ما " للتوكيد، وهذه العبارة عوض من " كان " المحذوفة، والأصل: إن كنت ذا نفر.

ب ـ أن تكون زيادتها لمجرد التوكيد، وهذا كثير في القرآن الكريم، والشعر، والنثر. نحو: غضبت من غير ما جرم. وعنفت من غير ما سبب.

فـ " ما " زائدة، والأصل: من غير جرم، ومن غير سبب.

ومنه قولهم: جئت لأمر ما. فـ " ما " زائدة، والمقصود: ما جئت إلا لأمر.

رابعا ـ " لا " الزائدة:

تزاد " لا " وتكون ملغاة لمجرد تأكيد النفي، كما هو الحال في " ما ".

183 ـ نحو قوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب} 4.

وقوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم} 5.

فـ " لا " في الآيتين زائدة للتأكيد.

ـــــــــــــــ

1 ـ 28 فاطر. 2 ـ 6 الأنفال.

3 ـ 2 الحجر. 4 ـ 29 الحديد.

5 ـ 137 النساء.

خامسا ـ " من " الجارة الزائدة:

تزاد " من " الجارة فيبقى عملها، وتكون للتأكيد، وقد اعتبرت زائدة لأنها لم تحدث معنى جديدا لم يكن قبل دخولها في الكلام، وتكون زيادتها بعد النفي.

نحو: ما صافحت من أحد. وما شاهدت من زائر.

فـ " من " زائدة، وإن كان عملها موجودا، ومنشأ الزيادة من عدم إحداث معنى جديد كما ذكرنا، فلا فرق في المعنى في المثالين السابقين، وفي وقلنا:

ما صافحت أحدا، وما شاهدت زائرا. لأن أحد، وزائر في جميع الأمثلة السابقة يفيد العموم. 184 ـ ومنه قوله تعالى: {ما جاءنا من بشير} 1.

كما تكون زيادتها بعد الاستفهام.

185 ـ كقوله تعالى: {وتقول هل من مزيد} 2.

وقوله تعالى: {هل من خالق غير الله} 3.

سادسا ـ " الباء ":

تزاد " الباء " لتأكيد النفي دون أن تحدث معنى جديدا في الجملة التي تزاد فيها.

نحو قوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا} 4.

186 ـ وقوله تعالى: {كفى بالله وكيلا} 5.

وزيادتها تكون في المواضع الآتية: ـ

1 ـ مع المفعول به.

187 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} 6.

فـ " الباء " في قوله " بأيديكم " زائدة لتوكيد النفي بـ " لا ".

والمراد: ولا تلقوا أيديكم، فأيدي مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ـــــــــــــــ

1 ـ 19 المائدة. 2 ـ 30 ق.

3 ـ 3 فاطر. 4 ـ 79 النساء.

5 ـ 81 النساء. 6 ـ 195 البقرة.

ومنه قوله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى} 1.

فـ " الباء " في " بأن " زائدة للتأكيد، وأن واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم.

ومنه قوله تعالى: {تنبت بالدهن} 2.

2 ـ تزاد " الباء " في خبر ليس وما النافيتين.

188 ـ نحو قوله تعالى: {لست عليهم بمسيطر} 3.

وقوله تعالى: {أليس الله بكاف عبده} 4.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير